دمشق-سانا
انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر السوري الأول للأشخاص ذوي الإعاقة في فندق داما روز بدمشق، بتنظيم مشترك من وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والطوارئ وإدارة الكوارث، تحت شعار “لمستقبل شامل ومستدام”.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة أبرز التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة، وتطوير السياسات والخطط التي تضمن دمجهم الفعّال في المجتمع، وتعزيز حقوقهم في التعليم، والصحة، والتوظيف، والمشاركة المجتمعية.
السياسات الوطنية: من الحوار إلى التنفيذ

وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات أكدت أن قضية الإعاقة أصبحت أولوية تنموية واجتماعية، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل على تشكيل مجلس وطني يمثل الأشخاص ذوي الإعاقة، ويضع السياسات الواضحة لتحويل الحوار إلى واقع ملموس.
كما شددت على أهمية دور المنظمات غير الحكومية كشريك ميداني في تنفيذ البرامج التنموية، مؤكدة أن الإعاقة لا تعني الفرد فقط، بل تمتد لتشمل أسرته وكرامته وفرصه في الحياة.
وزير المالية محمد يسر برنية أشار إلى أن الشراكة بين الدولة والمجتمع وقطاع الأعمال هي حجر الأساس لبناء سوريا الجديدة، موضحاً أن النظام الضريبي الجديد خصص 25% للمسؤولية المجتمعية لدعم هذه الفئة.
التعليم والتمكين: من التمييز إلى الاعتراف
وزير التعليم العالي مروان الحلبي شدّد على أن الإعاقة ليست في الجسد بل في غياب الوعي، معلناً إلغاء جميع المفاضلات الخاصة باستثناء مفاضلة ذوي الإعاقة، اعترافاً بأهميتهم ودورهم في المجتمع، مشيراً إلى تطوير البيئة التعليمية والبحثية وتعزيز الإجراءات الطبية الوقائية.

وزير الاتصالات عبد السلام هيكل أعلن تأسيس وحدة متخصصة بدمج ذوي الإعاقة في الوزارة، وتطبيق معايير الوصول الفني، بما ينسجم مع الاستراتيجيات الوطنية للإدماج الرقمي والاجتماعي.
وزير النقل يعرب بدر أكد على تطوير البنية التحتية للنقل لتكون ميسرة للجميع، فيما أشار وزير الزراعة أمجد بدر إلى دعم ريادة الأعمال الزراعية وتوفير التدريب الفني المناسب لذوي الإعاقة.
وزير التنمية الإدارية محمد حسان السكاف كشف عن إلزام المؤسسات العامة بنسبة توظيف من ذوي الإعاقة ضمن قانون الخدمة المدنية الجديد، إلى جانب برامج لبناء القدرات وترتيب مسابقات خاصة.
المبادرات المحلية والدولية: تكامل الجهود نحو الشمولية

محافظ دمشق ماهر إدلبي أعلن إطلاق 360 مركز بيع غير ربحي مخصصاً لذوي الإعاقة، ضمن خطة لتمكين المرافق العامة وتسهيل الحركة والخدمات.
معاون وزير الطوارئ أحمد قزيز أشار إلى مراجعة السياسات لضمان إدماج احتياجات ذوي الإعاقة في خطط الطوارئ، ووضع خطة وطنية للحد من مخاطر الكوارث.
رئيس هيئة الطيران المدني عمر الحصري كشف عن إعادة تصميم المطارات لتراعي احتياجات ذوي الإعاقة، إلى جانب ورشات تدريبية وفرص عمل في قطاع الطيران.
المدير التنفيذي لمنظمة “سند” وائل أبو كويت وصف المؤتمر بأنه لحظة تاريخية تتوج سنوات من العمل، مؤكداً أن “سند” تمثل جسراً للأمل ورافعة للكرامة.
ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي محمد مضوي جدّد التزام البرنامج بدعم ذوي الإعاقة، مشيراً إلى خطة لتنفيذ تدخلات عملية تعزز الإدماج والشمولية.
مدير شؤون الأونروا أمانيا مايكل إيبي شدّد على أهمية دمج ذوي الإعاقة في جميع القطاعات الإنسانية، وتقديم التسهيلات اللازمة لوصول الدعم لهم.
رئيسة قسم التعاون في السفارة الفنلندية لوتا كينون دعت إلى تعزيز فرص العمل الدامجة وبناء بيئة مهنية عادلة.

كما تعهدت منظمات محلية ودولية مثل “يداً بيد”، “شفق”، “الأطباء المستقلين”، “ملهم التطوعي”، وهيئة الإغاثة الإنسانية، بمواصلة دعم ذوي الإعاقة عبر نشر الوعي، وتسهيل الوصول للخدمات، وتعزيز مشاركتهم في صنع القرار.
برنامج المؤتمر: حوارات، تجارب، ومبادرات
تضمن برنامج المؤتمر جلسات حوارية، وورشات عمل، وعروضاً لتجارب ناجحة ومبادرات إبداعية، في خطوة تعكس التزام سوريا بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع مناحي الحياة، وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية لتحقيق مستقبل شامل ومستدام.
يُعد المؤتمر السوري الأول للأشخاص ذوي الإعاقة محطةً مفصليةً في مسار بناء مجتمع أكثر عدالةً وشمولاً، وجسّد الحدث التزاماً وطنياً حقيقياً بتعزيز حقوق هذه الفئة وتمكينها في مختلف القطاعات، ومع تضافر الجهود المحلية والدولية، تفتح سوريا اليوم صفحة جديدة نحو مستقبل يليق بجميع أبنائها.
















