حمص-سانا
اختُتِمت اليوم في دير الآباء اليسوعيين بحمص، فعالية “مطبخ الوئام” المخصّصة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، ضمن مشروع حوار لأجل السلام المدعوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبالشراكة مع الملتقى الثقافي اليسوعي.

وبينت منسقة مشروع حوار لأجل السلام ملاك الديب، أن المطبخ شكّل مساحة عملية لتعزيز الدمج الاجتماعي، مؤكدة أن “أهمية المبادرة تنطلق من عنوانها الواسع (الاندماج)، لأن الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاجون إلى دعم حقيقي يشعرهم بأنهم جزء مهم من المجتمع”.
وأوضح مدبر دير الآباء اليسوعيين الأب أنطرانيك اليسوعي، أن الدير قدّم المكان وبيئة العمل المناسبة “ليجتمع المشاركون ويعملوا معاً في أجواء إيجابية شجعت على تنمية المهارات وتعزيز الثقة”.
وأشارت مادونا كتورة من فريق الدمج في مركز دير المخلص، إلى أن الفعالية “تُبرز قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الانخراط في مختلف المجالات، وتُظهر إمكاناتهم الحقيقية والعمل بروح جماعية”.
وأشار مدرب التسويق في “مطبخ الوئام” سليمان الخطيب، إلى أنه جرى تدريب المشاركين على مهارات التسويق الإلكتروني، وتشكيل فريق يضم ثمانية متدربين لوضع خطة خاصة بنشر المحتوى وتعريف الجمهور بالمنتجات وتطوير خدمة العملاء.

وأوضح عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حمص الدكتور بشار السباعي، أن المبادرة تمثل نموذجاً مهماً لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في سوق العمل، لافتاً إلى أنه سيتم قريباً إطلاق تطبيق جديد سيكون “مطبخ الوئام” جزءاً منه لتعزيز استدامة المبادرة.
وبيّن المشاركون من ذوي الاعاقة أن التجربة منحتهم فرصة لاكتساب مهارات جديدة في الطهي والتعرف على أسس المهنة، مؤكدين أن التدريب الذي تلقوه يشكل خطوة يمكن أن تقودهم إلى مشاريع صغيرة مستقبلية.
وتضمّن حفل الختام تقديم مأكولات وأطباق من إعداد المشاركين أنفسهم، الذين بلغ عددهم 20 مشاركاً من ذوي الإعاقة، تعلموا تحضيرها ضمن فعاليات مطبخ الوئام الذي كان قد انطلق خلال الشهر الماضي.
يُذكر أن مبادرة “حوار لأجل السلام” مشروع مجتمعي يُنفّذ في حمص من قبل الملتقى الثقافي اليسوعي بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتعزيز الحوار بين مكونات المجتمع المحلي، وهدفه توفير مساحة للنقاش حول القضايا العامة و تمكين الأفراد والجماعات من تصميم وتنفيذ مبادرات تسهم في تنمية المجتمع المحلي بشكل فعّال ومستدام.
وشهد المشروع في الأشهر الأخيرة إطلاق مبادرات مجتمعية وفنية وثقافية مكملة لمسار الحوار، منها مبادرات لدعم دمج الأشخاص ذوي الإعاقة.


