دمشق -سانا
نظمت وزارة الأوقاف السورية مساء اليوم مجلس سماع ورواية لكتاب “الأربعون النووية” في المسجد الأموي بدمشق، برواية الشيخ عبد القادر محمد المكي الكتاني، وذلك بمشاركة عدد من العلماء والشيوخ المقرئين.
تعزيز مكانة العلوم الشرعية في بلاد الشام
ويأتي هذا المجلس ضمن سلسلة من الفعاليات العلمية التي تنظمها وزارة الأوقاف لتعزيز مكانة العلوم الشرعية في بلاد الشام، ومنها أعمال المؤتمر الحديثي العالمي الأول لسماع صحيح البخاري ومجالس سماع “موطأ الإمام مالك” التي استضافها الجامع الأموي في دمشق خلال شهري آب وأيلول الماضيين.

واعتبر الدكتور الكتاني، في تصريح لمراسل سانا، أن إقامة هذا التجمع العلمي والديني المبارك يُعدُّ رسالة حضارية سامية تؤكد المكانة التاريخية لبلاد الشام كمنارة للعلم والإيمان، ومهداً للإشعاع المعرفي عبر العصور، مشدداً على الأهمية القصوى للملتقيات الشرعية في ترسيخ الوعي الديني الصحيح، وصون الهوية الأخلاقية والقيم الإنسانية للمجتمع.
ونوه الدكتور الكتاني بعودة المكانة العلمية لمدينة دمشق بعد تحريرها من النظام البائد واستئناف الدروس الدينية في جميع المساجد، بعد أن كانت المساجد تفتح لنصف ساعة فقط مع الصلاة خمس مرات، مؤكداً أن الله تعالى أكرم الشعب السوري بالحرية، وبات الآن يختار قياداته وأعضاء مجلس الشعب بحرية كاملة.
مجالس الحديث منابر للتزكية ونشر الخلق القويم

وفي تصريح مماثل، أوضح الشيخ المقرئ بلال علي الحموي، أن المجالس التي تُعنى بسماع حديث رسول الله “صلى الله عليه وسلم” ترفع شأن أهلها وتحقق التزكية للنفوس، كونها منبعاً لتخلّق المسلمين بأخلاق الرسول الكريم ونشر الخلق القويم في المجتمع.
ويشتمل كتاب “الأربعون النووية” على اثنين وأربعين حديثاً شريفاً جمعها الإمام يحيى بن شرف النووي، ويُعتبر من الكتب المهمة الجامعة للحديث، نظراً لقصر حجمه وسهولة حفظه وعظم فائدته التي تلامس أصول الدين وقواعده، وللإمام النووي أيضاً مؤلفات كثيرة ورسائل عديدة، تدل على نبوغه وغزارة علمه، رغم قصر عمره الذي أمضاه مشتغلاً بالعلم والتدريس.
وكانت وزارة الأوقاف أكدت في بيان لها أمس أنها ماضية في رسالة البناء ووحدة الكلمة في عهد سوريا الجديدة، وأنه منذ اللحظة الأولى للتحرير أخذت على عاتقها مسؤولية الدعوة إلى ترسيخ القيم الدينية والوطنية وتفعيل دور المساجد في حياة المجتمع.


