دير الزور-سانا
أكد المكتب الفرعي لاتحاد الكتاب العرب بدير الزور أن مجزرة حيي الجورة والقصور التي ارتكبها النظام البائد قبل 13 عاماً، واحدة من جرائمه البشعة بحق الإنسانية، مشيراً إلى أن قتل الأدباء والمثقفين الذين كانوا من بين ضحاياها لم يكن إلا محاولة لإسكات صوت الفكر والأدب.
دعوة للمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب
وفي بيان نشره المكتب على حسابه الرسمي في فيسبوك بمناسبة الذكرى السنوية للمجزرة، دعا المؤسسات المعنية في الدولة السورية الجديدة، القانونية والأمنية، وهيئة العدالة الانتقالية، إلى تحمل مسؤولياتها، إلى جانب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية العالمية، لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية، وعدم السماح بإفلاتهم من العقاب.
وجاء في البيان أنه في مثل هذا اليوم، الخامس والعشرين من أيلول عام 2012، اقترفت قوات النظام السوري البائد وميليشياته أحد أبشع جرائمها بحق الإنسانية في مدينة دير الزور، حيث حلّ الظلام الدامس على حيي الجورة والقصور، وراح ضحية هذه المجزرة مئات المدنيين العزل، ذُبحوا وأُعدموا ميدانياً وأُحرقوا في مشاهد لم تعرف البشرية مثلها.
استهداف المثقفين وتكريم الذاكرة
وترحّم البيان على أرواح جميع شهداء المجزرة، وعلى أرواح كل السوريين الأبرياء الذين سقطوا في ثورة الكرامة ضد الاستبداد والطغيان، مؤكداً أن دماءهم الطاهرة رسمت درب الحرية، وأن ذكراهم ستظل نبراساً يضيء طريق العدالة وبناء الدولة الحديثة.
وأشار البيان إلى استشهاد اثنين من أعضاء اتحاد الكتاب العرب في المجزرة، وهما الأديب إبراهيم خريط الذي أُعدم في منزله مع اثنين من أولاده، والأديب محمد رشيد الرويلي الذي اختُطف على أيدي ذات القوات الغاشمة، وعُثر على جثته لاحقاً، ليُضاف اسمه إلى قائمة طويلة من المثقفين الذين استهدفهم النظام لقمع صوت الحق.
وجدد المكتب في بيانه الوفاء لدماء الشهداء وثورة الأحرار، مؤكداً مواصلة مسيرتهم بالنضال بالكلمة والحقيقة، فـ”كلمة الحق والعدالة ستبقى أقوى من الرصاص والبارود”.
ووفق منظمات حقوقية ومصادر محلية في دير الزور، أسفرت مجزرة الجورة والقصور عن مقتل أكثر من 400 مواطن خلال أيام 25 و26 و27 أيلول 2012، حيث وثقت أسماء قرابة 160 من الضحايا، إضافة إلى دفن عشرات الجثث المشوّهة دون التعرف على أصحابها بسبب حرقها والتمثيل بها.