دمشق-سانا
جاءت مشاركة المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي في الدورة الثانية والستين لمعرض دمشق الدولي، لتجسّد تلاقي التاريخ العريق مع الرؤية المستقبلية، مؤكدةً أن المؤسسات السورية العريقة لا تزال نابضة بالحياة، وقادرة على الإسهام الفاعل في مسيرة التعافي وإعادة الإعمار.

في ركن القطار، يستقبل الزوار سائق قطارات الديزل والبخار، شاهر الجمال، الذي يروي حكايات من زمن الخط الحديدي الحجازي، مشيراً إلى أن القاطرة البخارية المعروضة تمثل شاهداً حياً على هذا المشروع التاريخي الذي أُسس في عهد السلطان عبد الحميد الثاني كوقف إسلامي لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ومشروع وحدوي يربط أطراف العالم الإسلامي.
ويشهد الجناح إقبالاً جماهيرياً لافتاً، يعكس ارتباط السوريين العميق بهذا الإرث الوطني، حيث يرى الجمال أن هذه المشاركة النوعية تعبّر عن رؤية متكاملة لمستقبل البنى التحتية، وتؤكد أن مؤسسات الدولة ليست مجرد رموز من الماضي، بل هي محركات فاعلة تدفع عجلة التنمية والتقدم.
من جانبه، أوضح المهندس معاذ عبد الله أن الركن يضم مقتنيات تاريخية نادرة تُجسّد جزءاً من ذاكرة دمشق، وتُعرّف الأجيال الجديدة تاريخ بلادهم، مشيراً إلى أن المشاركة لا تقتصر على استعراض الماضي، بل تشمل مشاريع استثمارية طموحة أبرزها مشروع “قطار الضواحي”، الذي يهدف إلى تقديم حلول نقل حديثة ومستدامة تستجيب للتوسع العمراني في دمشق ومحيطها، إلى جانب مشروع ربط العاصمة بمحافظة درعا، بما ينسجم مع الخطط الحكومية لتطوير قطاع السكك الحديدية كأولوية في مرحلة التنمية.
يُذكر أن محطة الحجاز في دمشق، التي أُسست عام 1900 بأمر من السلطان عبد الحميد الثاني، وتُعدّ من أبرز المعالم التاريخية في سوريا، لما تحمله من قيمة ثقافية واقتصادية، ولارتباطها الوثيق بتاريخ سكك الحديد في المنطقة.