دمشق-سانا
لم تعد العنصرية ومشاعر العداء تجاه المسلمين مجرد حالات فردية أو آراء شخصية معزولة، بل تحوّلت وفقاً لتقرير بحثي حديث، إلى ظاهرة متأصلة في العديد من المجتمعات الغربية، آخذة في الانتشار بشكل متصاعد، حتى باتت تتغلغل في السياسات الرسمية والخطاب الإعلامي والممارسات الأمنية، وخصوصاً في أوروبا.
تقرير الإسلاموفوبيا السنوي في أوروبا الذي أعدّه 34 باحثاً وخبيراً من مختلف أنحاء العالم، رصد مظاهر الخوف والتحيز والعداء ضد المسلمين، مؤكداً أن هذه الظاهرة لم تعد استثناءً، بل أصبحت جزءاً من البنية المؤسسية في أوروبا، حيث يظهر العداء بشكل متزايد عبر السياسات الحكومية نفسها.
سياسة سائدة
تناول التقرير انعكاسات الإسلاموفوبيا في السياسات القانونية والإعلامية والأمنية والتعليمية، موثقاً بشكل منهجي ممارسات التمييز والكراهية والإقصاء التي يتعرض لها المسلمون، وخلص إلى أن العداء لم يعد حكراً على التيارات اليمينية المتطرفة، بل أصبح ركناً أساسياً في السياسة السائدة داخل أوروبا.
غزة والإسلاموفوبيا
وأشار التقرير إلى أن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023، شكّلت السياق الأبرز لتصاعد مناخ الإسلاموفوبيا في أوروبا، حيث امتنعت العديد من الدول الأوروبية عن إدانة استهداف المدنيين، وحظرت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، وجرّمت الاحتجاجات، مع تكثيف الرقابة على النشطاء المسلمين على وجه الخصوص.
أرقام ودلالات
بيانات وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي كشفت أن 47% من مسلمي أوروبا تعرضوا للتمييز خلال السنوات الخمس الماضية، مقارنة بـ39% عام 2016، ما يعكس اتساع الظاهرة وتجذرها.
وسجلت منظمات إسلامية زيادة ملحوظة في حوادث الكراهية والتمييز عقب عملية “طوفان الأقصى” في غزة عام 2023، وخاصة في النمسا وبلجيكا وبلغاريا، أما في ألمانيا، فقد وثّقت الشبكة الألمانية لمراقبة الإسلاموفوبيا أكثر من ألفي حادثة معادية للمسلمين خلال عام 2023، بزيادة تقارب 114% مقارنة بعام 2022.
سيطرة أحزاب اليمين المتطرف وجماعات الضغط الصهيونية على وسائل الإعلام في أوروبا والولايات المتحدة ساهمت بشكل كبير في تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين، وهو ما حذرت منه الأمم المتحدة في تقريرها الصادر بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، مؤكدة أن مظاهر التعصب والعداء ضد المسلمين تتخذ منحى متسارعاً ومثيراً للقلق حول العالم.