نيويورك-سانا
أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن غزة لا تزال مكاناً لمعاناة وخسائر وخوف لا يمكن تصوره، مشيراً إلى أنه “رغم انخفاض وتيرة إراقة الدماء، إلا أنها لم تتوقف”.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن تورك قوله في تصريح للصحفيين: إن الهجمات الإسرائيلية، مستمرة بما في ذلك على الأفراد والمباني السكنية، وخيام وملاجئ النازحين، فضلاً عن غيرها من الأهداف المدنية.
رفض أي حدود وضعتها إسرائيل
وأعرب تورك عن رفضه القاطع لمزاعم الجيش الإسرائيلي بأن ما يسمى “الخط الأصفر” المكون من كتل خرسانية أقامها داخل القطاع يمثل حدوداً جديدة، وقال: “إن قرار مجلس الأمن 2803 لعام 2025 واضح تماماً بشأن عدم تسمية أي شيء بحدود أو أي شيء آخر، فالأمر يتعلق بأرض يجب احترامها بكاملها”.
وفي الوقت نفسه، أعرب المسؤول الأممي عن قلقه البالغ إزاء المستويات غير المسبوقة من الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية والمستوطنون على الفلسطينيين وأراضيهم في الضفة الغربية، وقال: “هذا وقت لتكثيف الضغط والمناصرة، لا للاستسلام للرضا بالوضع الراهن”.
وأكد المفوض السامي لحقوق الإنسان أن مكتبه وثق أكثر من 350 هجوماً وانتهاكاً إسرائيلياً منذ دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول الماضي، وجدّد دعوته لاحترام الاتفاق وضمان إمكانية الانتقال إلى المرحلة التالية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة.
أخطر أزمة صحة نفسية
وإلى جانب الأزمة الإنسانية التي لا تزال تتفاقم في غزة، شدد تورك على أن الصدمة النفسية العامة التي يعاني منها سكان القطاع تعد “أخطر أزمة صحية نفسية يمكن تصورها، فالجميع تقريباً يعانون من الصدمة، وخاصة الأطفال”.
وارتكب الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة التي يشنها على القطاع منذ الـ 7 من تشرين الأول 2023 جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أسفرت عن ارتقاء أكثر من 70 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد على 171 ألفاً، فضلاً عن دمار كبير في مختلف أنحاء القطاع وانهيار في الخدمات.
جرائم حرب في السودان
من جهة أخرى حذّر تورك من احتمال وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في السودان، حيث لا تزال الحرب مستمرة دون أي مؤشرات على انحسارها، مضيفاً: “لم يسلم أي مدني من العنف الوحشي والعبثي، نحن نتحدث عن آلاف القتلى.
كانت هناك عمليات إعدام بإجراءات موجزة، وكان هناك بالتأكيد من حاولوا الفرار، فقُتلوا أثناء محاولتهم المغادرة.
وتتصاعد الأزمة في السودان مع استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نيسان 2023، ما أسفر عن عشرات آلاف القتلى ونزوح ملايين المدنيين، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
ومنذ سقوط مدينة الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع في تشرين الأول الماضي، تتوالى تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى وقوع عمليات قتل على أساس عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.