عواصم-سانا
جدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب انتقاداته الحادة لأوروبا، معتبراً أنها “تسير في اتجاه خطأ”، فيما رد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بالتحذير من التدخل في الشؤون الأوروبية.
انتقادات حادة
انتقادات حادة أطلقها الرئيس الأمريكي ترامب لأوروبا، خلال حديث للصحفيين تعليقاً على الغرامة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على منصة “إكس” التي يملكها إيلون ماسك بقيمة 140 مليون دولار، حيث قال: “أوروبا تسير في اتجاهات خطِرة، هذا أمر بالغ السوء، سيئ جداً لشعوبها.. نحن لا نريد لأوروبا أن تتغير إلى هذا الحد، إنهم يتخذون اتجاهاً سيئاً جداً”.
تحذير أوروبي
ورداً على هذه الانتقادات، حذر رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، إدارة ترامب من التدخل في شؤون أوروبا.
وقال كوستا بحسب ما نقلت عنه إذاعة مونت كارلو الدولية: “ما لا يمكننا القبول به هو هذا التهديد بالتدخل في حياة أوروبا السياسية”، مؤكداً أن “الولايات المتحدة لا يمكن أن تحل محل المواطنين الأوروبيين لاختيار أحزابهم الجيدة من أحزابهم السيئة”.
وأضاف كوستا: “ثمة اختلافات في رؤيتنا للعالم، لكن هذا يتخطى الأمر.. لا تزال أمريكا تتحدث عن أوروبا بصفتها حليفة، هذا جيد، لكن إن كنا حلفاء، علينا التصرف كحلفاء يحترمون سيادة بعضهم البعض”.
وأكد أن الولايات المتحدة تبقى حليفاً قريباً وشريكاً اقتصادياً مهماً، لكن أوروبا يجب أن تكون سيدة نفسها.
تباينات بين الحلفاء
وظهرت الخلافات بشكل واضح بين حلفاء الأمس – الولايات المتحدة وأوروبا- في استراتيجية واشنطن الجديدة للأمن القومي التي أعلن عنها البيت الأبيض قبل أيام والتي تقوم على شعار “أمريكا أولا”، حيث انتقدت إدارة ترامب فيها الحلفاء الأوروبيين بشدة، وخصوصاً فيما يتعلق بسياسات الهجرة التي يتبعونها.
وشددت الاستراتيجية على أن حصة أوروبا في الاقتصاد العالمي تتراجع بفعل صعود الصين وقوى أخرى، محذرة من “احتمال محو حضاري” إذا استمرت الاتجاهات الحالية، حيث يمكن خلال عشرين عاماً أو أقل أن “تصبح القارة غير قابلة للتعرف عليها”.
ورد مسؤولون أوروبيون على تلك الاستراتيجية برفض التدخل في الشؤون الداخلية للقارة، مشددين في الوقت نفسه على الرغبة في إبقاء التحالف والعلاقات التاريخية بين ضفتي الأطلسي.