لندن-سانا
ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها اليوم أن الأعاصير المدارية التي ترافقت مع هطول أمطار موسمية غزيرة في دول آسيوية عدة مؤخراً تسببت بدمار واسع النطاق وأسفرت عن مقتل أكثر من 1100 شخص وتشريد مئات الآلاف في واحدة من أسوأ الكوارث المناخية التي تشهدها المنطقة خلال السنوات العشر الماضية.
وأوضحت الصحيفة في التقرير أن الأمطار الغزيرة المعتادة في مثل هذه الفترة من السنة تفاقمت بسبب تشكل إعصاري “كوتو” و”سينيار” ما ضخ هواءً رطباً ودافئاً زاد من حدة الهطولات المطرية.
ولفت التقرير إلى أن أجزاء من الأرخبيل الإندونيسي كانت من بين المناطق الأكثر تضرراً حيث لقي 604 أشخاص مصرعهم وفقد 464 آخرون جراء الفيضانات التي اجتاحت تلك المناطق مع توقعات بارتفاع الحصيلة كما تسببت بتشريد نحو 300 ألف شخص وتضرر 3 آلاف منزل دمرت بالكامل أو جرفتها المياه.
وأضاف التقرير: إن سريلانكا شهدت أسوأ كارثة مناخية منذ 20 عاماً حيث بلغ عدد ضحايا الفيضانات والانهيارات الطينية الناجمة عن إعصار “ديتواه” الذي تشكل فوق خليج البنغال 355 قتيلاً ونحو 366 مفقوداً وتضرر أكثر من 1.3 مليون شخص ما استدعى إعلان حالة الطوارئ لمواجهة أكبر وأصعب كارثة طبيعية في تاريخ البلاد وفقاً للرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي.
ولفتت الغارديان إلى أن تأثيرات الأعاصير امتدت إلى دول أخرى مثل تايلاند حيث ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 170 قتيلاً وسجلت مدينة هات ياي أعلى معدل هطول أمطار في يوم واحد منذ 300 عام.
أما في فيتنام فأعلنت السلطات عن مقتل ثلاثة أشخاص إثر غرق قاربين جراء الأمطار التي رافقت إعصار “كوتو” وتسببت الفيضانات بأضرار جسيمة.
وفي ماليزيا لقي شخصان مصرعهما جراء الفيضانات التي اجتاحت ولاية “بيرليس” الشمالية في الوقت الذي لا يزال فيه نحو 18700 شخص في مراكز الإجلاء.
يذكر أن التدهور المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية أدى إلى تزايد هطول الأمطار الغزيرة وزيادة حدوث الأعاصير المدارية الأكثر شدةً وتدميراً، ويعود ذلك إلى أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات يوفر طاقة أكبر ما ينتج عواصف أقوى.