نيويورك-سانا
جدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة له بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الدعوة للتضامن والوقوف مع هذا الشعب وحقه في الكرامة والعدالة وتقرير المصير، والعمل معاً لبناء مستقبل سلمي للجميع.
وقال غوتيريش في الرسالة، اليوم: إننا “نستمد الإلهام من الشعب الفلسطيني نفسه، الذي مثَّل بصموده وأمله تجسيداً لروح الإنسان”، لافتاً إلى أن الذكرى هذا العام تأتي بعد أكثر من عامين من المعاناة المروعة في قطاع غزة، وبداية وقف إطلاق النار الذي كانت الحاجة إليه في غاية الإلحاح.
وأضاف غوتيريش: إن “الناجين في غزة هم الآن في حالة حداد على عشرات الآلاف من الأصدقاء والأقارب الذين فارقوا الحياة، ثلثهم تقريباً من الأطفال، إلى جانب الآلاف من المصابين، فيما يشهد القطاع استشراءً للجوع والمرض والصدمات النفسية، وانتشاراً لأنقاض المدارس والمنازل والمستشفيات المدمرة”.
وتابع: “في الضفة الغربية أيضاً، بما فيها القدس الشرقية، يُرتكب الإجحاف دون توقف، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وعنف المستوطنين، والتوسع الاستيطاني، وعمليات الإخلاء والهدم والتهديدات بالضم”، مشيراً إلى أنه “في الوقت نفسه، قُتل المئات من العاملين في المجال الإنساني، معظمهم من موظفي الأمم المتحدة الفلسطينيين، وهو أكبر عدد من الموظفين تفقده المنظمة في تاريخها، كما قُتل من الصحفيين عددٌ لم يسبق أن قُتل مثله في أي صراع آخر منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأردف غوتيريش: إن “هذه المأساة، وضعت من نواحٍ عديدة، المعايير والقوانين التي استرشد بها المجتمع الدولي على مدى أجيال موضع الاختبار، وينبغي ألا يكون مقبولاً أبداً تحت أي ظرف من الظروف قتلُ هذا العدد الكبير من المدنيين، والتهجير المتكرر لسكان بأكملهم، وعرقلة إيصال المساعدة الإنسانية”، لافتاً إلى أن “هناك بارقة أمل يوفرها وقف إطلاق النار الأخير، الذي من الضروري للغاية الآن أن تحترمه جميع الأطراف احتراماً كاملاً، وأن تعمل بحسن نية للتوصل إلى حلول تستردّ القانون الدولي وتتمسك به”.
وشدد غوتيريش على ضرورة السماح بدخول قدر كافٍ من المساعدات الإنسانية اللازمة لإنقاذ الأرواح إلى غزة، مطالباً المجتمع الدولي بالوقوف بحزم مع الأونروا، شريان الحياة الذي لا غنى عنه لملايين الفلسطينيين، بمن فيهم لاجئو فلسطين، مكرراً الدعوة إلى إنهاء الاحتلال غير المشروع للأرض الفلسطينية – كما أكدت محكمة العدل الدولية والجمعية العامة – وإلى إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعت في عام 1977، للاحتفال في الـ29 من تشرين الثاني من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي اليوم ذاته من عام 1947 اعتمدت الجمعية العامة (القرار 181) الخاص بتقسيم فلسطين.