واشنطن-سانا
في واحدة من أكثر الدورات تنافساً على الإطلاق لنيل “جائزة نوبل للسلام” احتدمت المنافسة بين 338 جهة مرشحة شملت 244 فرداً و94 منظمة وسط اهتمام عالمي وذلك عشية الإعلان الرسمي عن واحدة من أكثر الجوائز العالمية رمزية.
ومن المقرر أن تمنح الجائزة يوم غد الجمعة في أوسلو، في وقت لم يسبق أن وصل فيه عدد النزاعات المسلحة إلى مستوى مرتفع كما كانت عليه الحال في عام 2024 وذلك منذ بدء جامعة ” أوبسالا” السويدية إحصاءاتها في هذا المجال عام 1946.
وقال يورغن واتن فريدنس رئيس لجنة الجائزة المكونة من 5 أعضاء: “إننا ننظر إلى الصورة الكاملة، وما يهم إجمالاً هو المنظمة أو الفرد من منظور شامل، لكن ما نركز عليه قبل كل شيء هو ما أنجزوه فعلياً في خدمة السلام”.
بدورها، رأت مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو “نينا غرايغر” أن هناك حالياً “سياسات تتعارض مع النوايا والمبادئ المنصوص عليها في وصية نوبل، وهي التعاون الدولي والأخوة بين الشعوب ونزع السلاح”.
قائمة هذا العام التي أعدتها غرايغر تسلط الضوء على ست جهات ومنظمات، ترى أنها تعبر عن القضايا الأكثر إلحاحاً على الساحة الدولية في 2024 – 2025 وهي” لجنة حماية الصحفيين” و” غرف الاستجابة للطوارئ في السودان” و” مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا” و”مركز كارتر” و “الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية” و”محكمة العدل الدولية” و”المحكمة الجنائية الدولية”.
وتقدم غرايغر المتخصصة في شؤون جائزة نوبل للسلام قائمة غير رسمية للمرشحين الأكثر ترجيحاً، وتحظى قوائمها باهتمام واسع من الإعلام الدولي رغم عدم ارتباطها بلجنة نوبل النرويجية رسمياً.
منصة “بولي ماركت” Polymarket” الأمريكية للتوقعات كشفت أن” مبادرة غرف الاستجابة للطوارئ السودانية” هي الأوفر حظاً للفوز بالجائزة هذا العام بنسبة 33 بالمئة بفضل جهودها الإنسانية في ظل الأزمات، تليها منظمة ” أطباء بلا حدود” بنسبة 10 بالمئة، ثم الروسية” يوليا نافالنيايا” أرملة زعيم المعارضة “أليكسي نافالني” بنسبة 9 بالمئة، وفي المرتبة الرابعة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بنسبة 6 بالمئة، حيث رشحته شخصيات سياسية لإسهامه في وقف عدد من الحروب، تليه “محكمة العدل الدولية” و”وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” أونروا” و” منظمات الإنقاذ في البحر المتوسط”، ثم الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”.
ويرى مراقبون أن الرئيس الأمريكي لن يحصل على الجائزة على الأقل هذا العام، رغم إعلانه أنه يستحقها لإسهامه في حل 8 نزاعات، مبررين ذلك بوجود الكثير من المآخذ عليه، بدءاً من سياساته القائمة على مبدأ “أمريكا أولاً”، مروراً بطريقة تعامله مع الحرب الإسرائيلية على غزة، ثم الانسحاب من المنظمات الدولية والمعاهدات متعددة الأطراف، وصولاً إلى الحرب التجارية على بلدان العالم، فضلاً عن مآخذ أخرى حول سياساته الداخلية ما يحول دون منحه الجائزة.
جائزة نوبل للسلام تمنح سنوياً منذ عام 1901 بهدف تكريم الجهود الرامية إلى حل النزاعات وتعزيز حقوق الإنسان والتعاون الدولي، ومنحت العام الماضي لمنظمة “نيهون هيدانكيو” اليابانية المناهضة للأسلحة النووية، وهي مجموعة ناجين من الهجوم بالقنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي تقديراً لنضالهم ضد الأسلحة النووية.
ووفق لجنة الجائزة، يمكن للجمهور طرح وتداول اسم أي شخصية أو منظمة يراها جديرة بنيل الجائزة بما في ذلك شخصيات مثيرة للجدل، إلا أن حق الترشيح يقتصر على فئات محددة، من بينها أعضاء البرلمانات والحكومات، وأعضاء اللجنة الحاليون والسابقون، والحائزون على الجائزة، وأساتذة بعض التخصصات الجامعية، ومديرو معاهد أبحاث السلام والسياسات الخارجية، إضافة إلى أعضاء المحاكم الدولية.