حلب-سانا
أنماط الغناء الحلبي التي تتميز بتنوعها وغناها كانت عنوان المحاضرة التي أقامتها دار الكتب الوطنية بحلب مساء أمس، للباحث الموسيقي عبد الحليم حريري، بحضور جمهور متنوع من عشاق الفن والمهتمين بالثقافة.

المحاضرة التي نظمتها جمعية المتنبي للثقافة والفنون بالتعاون مع مديرية الثقافة، قدم خلالها الباحث حريري رحلة غنية في عالم الغناء الحلبي الأصيل، متتبعاً تطور أنماطه المختلفة ولا سيما الغناء القديم والأدوار المميزة له، مع شرح تفصيلي للخصائص الفنية والأدائية التي تشكل هوية هذا التراث اللامادي العريق.
ولإضفاء بعد عملي تفاعلي على المحاضرة، شارك الفنان وسام الملة بأداء حي بمرافقة فرقة موسيقية صغيرة، مقدماً نماذج تطبيقية عن الأنماط الغنائية التي تناولها الشرح، ما أضفى جواً تفاعلياً جمع بين الجانب النظري الأكاديمي والتطبيق الغنائي المباشر، الأمر الذي أثرى المحتوى وسهّل وصوله إلى الحضور.
وفي تصريح لمراسلة سانا أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية المتنبي للثقافة والفنون سمير طويل أن الفعالية تأتي ضمن سلسلة المحاضرات الشهرية التي تنظمها الجمعية، مؤكداً أن الجمعية أخذت على عاتقها منذ تأسيسها مسؤولية الحفاظ على التراث المادي واللامادي وإحيائه، وتواصل عملها من خلال هذه الأنشطة التي تهدف إلى صون التراث الغنائي والتعاون مع النخب الفنية والثقافية في المدينة.

في حين أوضح الباحث حريري أن المحاضرة سلطت الضوء على أشكال الغناء في حلب عبر التاريخ والتحولات التي طرأت عليها، مع إبراز خصوصية الأساليب الأدائية التي تميز هذا الفن وتمنحه طابعه الروحي الفريد، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من هذا الجهد هو توثيق الإرث الموسيقي الغني ونقله للأجيال.
و أعرب المحامي ريمون أصلع أحد الحضور عن إعجابه بمستوى المحاضرة، التي جسدت الطابع الحلبي المتوارث حيث جمعت بين الغناء الأصيل والشرح الأكاديمي في مزيج متكامل يربط بين النظرية والتطبيق.
وتأتي هذه الأمسية لتؤكد مجدداً الدور الذي تضطلع به المؤسسات الثقافية في حلب في الحفاظ على هوية المدينة الموسيقية والفنية، وإبراز عمقها الثقافي الذي يشكل ركناً أساسياً من نسيجها الاجتماعي والتاريخي.

