ريف دمشق – سانا
قدّم جناح محافظة ريف دمشق في الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي نموذجاً فريداً يجمع بين ملامح التراث العريق، الاقتصاد المحلي المزدهر، وتوثيق ذاكرة الثورة السورية بأبرز وأعمق صورها.

مسؤول الشؤون السياسية في جنوب دمشق والمكلّف إدارة الجناح، إيهاب عثمان، أوضح في تصريح لمراسل سانا أن الجناح يعكس هوية ريف دمشق بكل أبعادها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، عبر أربعة أقسام متكاملة تنقل الزائر في رحلة زمنية تمتد من الماضي العريق حتى الحاضر المعاصر.
الاقتصاد الزراعي وصناعات تراثية أصيلة
استعرض القسم الأول ملامح الاقتصاد الزراعي في المحافظة حيث برزت منتجات مميزة مثل الزعتر وماء الورد اللذين يُصدّران إلى أكثر من 60 دولة، إلى جانب مجموعة واسعة من المحاصيل الزراعية المحلية.

بينما ضم القسمان الثاني والثالث، بحسب ما ذكره عثمان، أدوات تقليدية لصناعة القهوة تعود لأكثر من قرنين، ومشغولات فخارية، بالإضافة إلى أساسات منزلية مصنوعة من الخزف الخام النادر، وصناعات يدوية فريدة مثل ساعات عمرها 250 عاماً لا تزال تعمل، وفوانيس ومعدات غزل نسيج قديمة تعكس غنى التراث الحرفي في المنطقة.
شهادات حية على تاريخ الثورة السورية في ريف دمشق
جاء القسم الرابع، وفق عثمان، ليكون شهادة حية على نضال الثورة السورية في المحافظة حيث عرض مجسماً يوثق مجزرة داريا بأسماء الضحايا، إلى جانب أسلحة بدائية وقناصات استخدمها الثوار للدفاع عن مدينتهم، كما تضمن القسم مجسماً بصرياً لسجن صيدنايا الذي شهد مقتل الآلاف تحت التعذيب، وصوراً توثق القمع ضد النساء، ومجزرة الكيماوي في معضمية الشام، إضافة إلى عرض حجر الزبداني الأزرق الذي شكل الهوية البصرية للدولة السورية.
ورغم تنوع الأجنحة في المعرض، حظي جناح محافظة ريف دمشق بإقبال واسع من الزوار الذين وجدوا فيه سردية متكاملة عن تاريخ المحافظة، تجمع بين أصالة الماضي وحيوية الحاضر، وتوثّق اللحظات المفصلية في تاريخ الثورة السورية بأسلوب مؤثر وواقعي.








