كانبرا-سانا
نشر باحثون من جامعة ماكواري الأسترالية أول توصيات متوافقة عالمياً بشأن ممارسة التمارين الرياضية كجزء من علاج الوذمة اللمفية في الأطراف السفلية، وهي حالة مزمنة تؤثر على نحو 250 مليون شخص حول العالم، وتتميز بتراكم السوائل في الأطراف مسببة تورماً وألماً وتشوهاً جسدياً وضعفاً وظيفياً.
وذكر موقع Medical Xpress المختص بنشر الأخبار والبحوث الطبية والصحية الحديثة، أن الدراسة شددت على الدور المحوري للتمارين الرياضية في علاج الوذمة اللمفية، مؤكداً أن هذا النهج العلاجي، الذي كان يُعتقد سابقاً أنه قد يفاقم الحالة، يُعد اليوم عنصراً أساسياً في إدارتها وتحسين جودة حياة المرضى.
وأكد الدكتور لوك ديفيز، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة ماكواري، أن الأدلة العلمية المتزايدة تبرز بوضوح أهمية دمج التمارين الرياضية في علاج الوذمة اللمفية، لافتاً إلى غياب توصيات مخصصة للأطراف السفلية رغم توفر إرشادات واسعة لحالات الذراع المرتبطة بسرطان الثدي.
كما أوصت اللجنة بضرورة ارتداء المرضى ملابس الضغط الطبية أثناء ممارسة الرياضة، أو اللجوء إلى ملابس الضغط الرياضية التجارية عند تعذر استخدام الملابس الطبية، وذلك لضمان فعالية العلاج ومنع تفاقم الأعراض.
بدورها، الدكتورة بيليندا طومسون المحاضرة في قسم العلوم الصحية في جامعة ماكواري والمؤلفة المشاركة في الورقة البحثية، أكدت أن هذه التوصيات ستشكل مرجعاً مهماً للأطباء السريريين والمرضى على حد سواء، وخاصة في ظل محدودية الخبرة الطبية المتخصصة في هذا المجال.
من جانبه، أوضح الدكتور تومسون أن الوذمة اللمفية في الأطراف السفلية حالة معقدة ومتعددة الأسباب، وغالباً ما يواجه المرضى صعوبة في الحصول على رعاية متخصصة، وأكد أن الهدف من هذا الإطار ليس فرض طريقة علاجية موحدة، بل توفير توصيات قائمة على توافق الخبراء لتوجيه الممارسات الطبية في غياب الأدلة العلمية الكافية، بما يسهم في تحسين جودة حياة المرضى حول العالم.
وشكّل فريق البحث بقيادة الدكتور ديفيز، وبالتعاون مع مركز ALERT الأسترالي، لجنة دولية ضمّت 54 خبيرا من 10 دول، اعتمدت منهجية دلفي للتوصل إلى توافق علمي حول 26 توصية متعلقة بتمارين علاج الوذمة اللمفية في الساقين. وشملت التوصيات نوع التمارين ومدتها وتكرارها، بما في ذلك تمارين المقاومة (20–30 دقيقة، من مرتين إلى أربع أسبوعيا)، والتمارين الهوائية المعتدلة كالمشي والسباحة، إضافة إلى تمارين المرونة.
وبالرغم من الانتشار الواسع للوذمة اللمفية، لا تزال المعرفة الطبية حول أفضل سبل إدارتها خاصة في الأطراف السفلية، محدودة نسبياً، مقارنة بالتركيز الأكبر على الحالات المرتبطة بسرطان الثدي في الأطراف العلوية، كما أن الاعتقاد السائد بعدم جدوى التمارين الرياضية أو حتى خطورتها على المصابين بهذه الحالة، ساهم في غياب التوجيهات السريرية الواضحة بشأن النشاط البدني الآمن والفعال لهؤلاء المرضى.