لشبونة-سانا
ابتكر الطالبان البرتغاليان مارتا برناردينو وسيباستياو ميندونسا، وكلاهما يبلغ من العمر 19 عاماً، روبوتاً متطوراً على شكل عنكبوت قادر على إعادة تشجير المناطق المتضررة من حرائق الغابات، حتى في التضاريس شديدة الانحدار التي يصعب على البشر أو الآلات الثقيلة الوصول إليها.
وذكرت مجلة Smithsonian الأمريكية التي تركّز على الأبحاث العلمية، الابتكارات، والتكنولوجيا، أن الروبوت الذي يحمل اسم “تروفادور”، يمثل نظام زراعة بست أرجل مدعّم بالذكاء الاصطناعي، طوره الطالبان بعد مشاهدتهما الخسائر المتكررة للغابات المحيطة بمنطقة سكنهما قرب لشبونة، حيث تُعد البرتغال من أكثر الدول الأوروبية تأثراً بالحرائق.
وبدأ المشروع عام 2023 بنموذج أولي صُنع من أجزاء مُعاد تدويرها بتكلفة 15 يورو فقط، وتميز بقدرته على زراعة الشتلات أسرع بنسبة 28% من البشر، مع معدل بقاء يصل إلى 90% دون الحاجة لرعاية لاحقة.
ووفقاً للمجلة، دفعت النتائج الأولية الفريق لتطوير نسخة أكثر صلابة قادرة على العمل بشكل مستقل على منحدرات تصل إلى 45 درجة، مع توزيع الوزن بالتساوي على التربة لتجنب الضغط الذي تسببه المركبات الثقيلة.
ويستخدم الروبوت كاميرا عمق لرسم خريطة للعوائق وتعديل مساره آنياً، فيما يقوم نظام الذكاء الاصطناعي بتحليل رطوبة التربة ودرجة حموضتها قبل تنفيذ مراحل الزراعة الثلاث: الحفر، وضع الشتلة، وتسوية التربة.
ويتميز الروبوت بدقة أعلى مقارنة بالطائرات المسيرة التي تنثر آلاف البذور لكل فدان، إذ يركز على زراعة شتلات متجذرة تقلل الهدر وتزيد فرص النمو، وبمقدوره زراعة نحو 200 شتلة في الساعة، مع رفع بيانات الموقع والتربة وحالة البطارية إلى السحابة للمراقبة عن بُعد.
وتخطط فرق التطوير لتزويده مستقبلاً بقدرات إضافية تتيح له تجنب المناطق شديدة الجفاف والتركيز على الأراضي ذات الجدوى الأعلى للزراعة، بما يدعم جهود البرتغال في استعادة الغطاء النباتي والمحافظة على البيئة، إذ أظهرت دراسة لجامعة لشبونة عام 2024 احتراق أكثر من 1.2 مليون فدان من الغابات بين عامي 1980 و2023 في البرتغال.
ويأتي ابتكار الروبوت العنكبوتي “تروفادور” كحل تكنولوجي مبتكر يتيح زراعة الشتلات بدقة عالية وبمعدلات بقاء مرتفعة، مع إمكانية مراقبة عمليات الزراعة عن بُعد، بما يسهم في استعادة الغطاء النباتي والحفاظ على البيئة في المناطق المتضررة من الحرائق.