ويلينغتون-سانا
في تجربة موسيقية غير مألوفة، وجدت العازفة النيوزيلندية ناتالي باين نفسها تقدّم عروضها في القطب الجنوبي، مستخدمةً قرناً بلاستيكياً مخصّصاً للأطفال بديلاً عن الآلة النحاسية التقليدية، لتفادي تجمّدها في درجات حرارة تهبط إلى 21 درجة مئوية تحت الصفر.
ووفقاً لوكالة أسوشيتد برس، تعمل باين أساساً في الاتصالات ضمن بعثة نيوزيلندا في قاعدة سكوت في انتاركتيكا بالقطب الجنوبي، وهو عمل يتطلب جهداً متواصلاً يمتد ستة أيام أسبوعياً، ما يترك لها وقتاً محدوداً لممارسة تدريباتها الموسيقية المعتادة.
واختارت باين آلة “جي هورن” البلاستيكية نظراً لخفة وزنها وقدرتها على مقاومة البرودة الشديدة مقارنةً بالبوق الفرنسي المعدني.
ورغم ارتدائها قفازات تزلج مزدوجة وطبقات من الواقيات الحرارية، أكدت أن أصابعها كثيراً ما تتجمد أثناء العزف، إلا أنها تمكنت من تقديم عروض مباشرة خلال فعاليات القاعدة، في تجربة يُرجّح أن تجعلها أول موسيقية نيوزيلندية تعزف منفردة في القطب الجنوبي.
وتصف باين هذه التجربة بأنها مزيج من القسوة والجمال، مؤكدةً أن الطبيعة المتجمدة تمنحها شعوراً عميقاً بالصفاء والإنسانية، وتقول: “الموسيقا لغة عالمية، وحتى هنا في أقصى جنوب الأرض تُذكّرنا بأننا جميعاً مرتبطون.”
يُذكر أن نيوزيلندا تحتفظ بوجود علمي ولوجستي دائم في القارة القطبية الجنوبية منذ خمسينيات القرن الماضي عبر قاعدة سكوت التي تم إنشاؤها لدعم الأبحاث في علوم الأرض.