واشنطن-سانا
اقترب فريق علمي من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ومعهد لايبنيز لفيزياء الفلك في ألمانيا من فك أحد أعقد ألغاز الكون، وهو لغز “المادة المظلمة” التي تُشكّل نحو ربع محتوى الكون، لكنها لا تُرى ولا يمكن رصدها بشكل مباشر.
ووفقاً لصحيفة ديلي ميل البريطانية، أظهرت التحليلات الدقيقة لبيانات التلسكوب الفضائي “فيرمي” التابع لوكالة “ناسا” وجود توهّج غامض لأشعة غاما في مركز مجرة درب التبانة، لا يمكن تفسيره بأي من المصادر الفلكية المعروفة.
ورجّح الباحثون أن يكون هذا الوميض ناتجاً عن تصادمات بين جسيمات المادة المظلمة، وهي جسيمات مفترضة يُعتقد أنها تشكّل البنية الخفية التي تربط المجرات وتتحكم بحركتها.
وباستخدام حواسيب فائقة الدقة، ابتكر الفريق نموذجاً يحاكي نشأة المجرة داخل سحابة ضخمة من المادة المظلمة، مبيّناً أن المادة العادية انجذبت نحو المركز، حاملةً معها جزءاً من تلك المادة الغامضة، ما زاد من كثافتها في قلب المجرة.
وأكد البروفيسور جوزيف سيلك من الفريق أن هذه النتائج تمثل “خطوة مهمة نحو إثبات وجود المادة المظلمة”، مضيفاً: إن رصد الإشارات نفسها في مجرات قزمة قريبة سيشكّل دليلاً قاطعاً على أن هذه المادة الغامضة حقيقة كونية، وليست مجرد فرضية علمية.
يُذكر أن فرضية المادة المظلمة طُرحت قبل نحو قرن لتفسير الحركات غير المفهومة للمجرات، إذ تشير الدراسات إلى أنها تشكّل نحو ربع كتلة الكون، لكنها لا تُرى أو تُرصد مباشرة.