روما-سانا
أعلنت السلطات الإيطالية عن إعادة فتح “ممر كومودوس” السري في الكولوسيوم المعروف رسمياً باسم مدرج فلڤيوس في روما، والذي كان يستخدمه الأباطرة الرومان للدخول إلى المدرج بعيداً عن الأنظار، بعد مشروع ترميم استمر عاماً كاملاً بين تشرين الأول 2024 وأيلول 2025، كاشفاً عن روائع الهندسة الرومانية القديمة، وفق ما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية.
ويعتبر الممر الجوفي، المصمم على شكل حرف S، طريقاً مباشراً إلى المقصورة الإمبراطورية المطلة على ألعاب المصارعين، وسُمي باسم الإمبراطور كومودوس (180-192م) الذي نجا من محاولة اغتيال أثناء عبوره النفق، بحسب ما أوضح المؤرخ كاسيوس ديو لشبكة سي إن إن الأمريكية.
وأوضحت التقارير أن الممر لم يكن جزءاً من التصميم الأصلي للكولوسيوم، إذ أضيف لاحقاً بين أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني الميلادي، وقد اكتُشفت عند مدخله زخارف تمثل مشاهد صيد ومعارك حيوانات، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وأكدت المهندسة باربرا نازارو، المشرفة على الترميم لموقع إس إف غيت الأمريكي، أن الزوار سيتمكنون من “الشعور كما لو كانوا أباطرة يدخلون إلى الحلبة”، بفضل الإضاءة الحديثة وإعادة البناء الافتراضي التي أعادت للممر فخامته الأصلية.
وأفاد الموقع بأن الممر سيفتح أمام الجمهور ضمن تذكرة “التجربة الكاملة للكولوسيوم”، على أن يُستكمل المشروع في 2026 لاستكشاف القسم الخارجي للممر الذي ما تزال وجهته النهائية مجهولة، وفق موقع غريك ريبورتر اليوناني.
ويعد الكولوسيوم أو مدرج فلڤيوس في قلب روما رمزاً لقوة الإمبراطورية وجمال الهندسة الرومانية القديمة، حيث بُني بين عامي 72 و80 م، ويستوعب بين 50-80 ألف متفرج، واستُخدم لعروض المصارعة وصيد الحيوانات وتمثيل المعارك، ويتميز بممراته تحت الأرض، ورغم تعرضه للتآكل، أعادت مشاريع الترميم الحديثة له جزءاً كبيرًا من فخامته، بما في ذلك فتح الممرات السرية مثل ممر كومودوس.