دمشق-سانا
بحرفية عالية تتحول خيوط القطن إلى قبعات مميزة محاكة بعناية، تحمل نقوشاً مميزة، تجمع بين الجمال والدقة والجودة، فكل قبعة تصنعها السيدة انتصار الحاج يحيى ليست مجرد غطاء للرأس للحجاج، بل تمثل فرصة عمل لعدة سيدات في منطقة القلمون معيلات لأسرهن، وتجربة حية تجمع بين الحرفة التقليدية والطموح والإبداع.
وبهذا الإصرار والشغف، أسست السيدة الخمسينية انتصار الحاج يحيى مشروعها الصغير الخاص بقبعات الحجاج الذي جسّد الحرف التقليدية بأسلوب مبتكر إذ يجمع بين النقوش المتنوعة والألوان المختلفة.
من الحرفة العائلية إلى دعم النساء

وللحديث عن مشروعها بينت يحيى أنها استفادت من خبرتها العائلية في تعلم هذه الحرفة المتوارثة، لكن البداية لم تكن سهلة، إذ إن حياكة قبعة واحدة كانت تستغرق منها عدة أيام إضافة إلى جانب مسؤولياتها والتزاماتها كربة منزل، إلا أنها استطاعت من خلال إرادتها وعزيمتها ودعم عائلتها التغلب على هذه الصعوبات.
وتابعت: إن خبرتها ومهاراتها المكتسبة على مدى 15 عاماً أسهمت في تسريع عملية التصنيع وزيادة الإنتاج، كما حرصت على تعليم هذه الحرفة للشابات والنساء الراغبات بتعلمها من خلال فترة تدريبية وبعدها الالتحاق بالعمل في مشغلها، لأنها تعمل جاهدة على دعم المرأة وتأمين فرص عمل لها، والحفاظ على هذه الحرفة من الاندثار.
من الخيوط التقليدية إلى الأسواق المحلية والدولية

وعن المواد المستخدمة أوضحت يحيى أنها تستعمل الخيوط القطنية بثلاثة ألوان (أزرق، أبيض، أسود) مع الاعتماد على خيوط القطن المصري الرفيع، وخيط المنجد، وخيوط المايكرو كوتن الممزوجة بالحرير الصناعي، لإنتاج عدة مقاسات بتصاميم مميزة وزخارف ونقشات تقليدية متنوعة، مثل النقشة الحجازية، والنجدية، وغيرها بناء على رغبة العميل.
وبينت أن مراحل التصنيع تتضمن الحياكة ثم الغسل والكوي والتغليف لتسويقها في الأسواق المحلية والخارجية، مبينةً أنها تعتمد في تسويق منتجاتها على البيع المباشر، والمشاركة في المعارض والبازارات وآخرها مهرجان خان العسل على أرض مدينة تشرين الرياضية بدمشق.
تجربة ناجحة ونصائح للنساء
وأكدت يحيى أن طموحها وشغفها ساعداها على توسيع مشروعها الصغير الكائن في منطقة القلمون من خلال بيع منتجاتها إلى عموم سوريا وعدة دول كالسعودية، الأردن، وغيرها.
واختتمت يحيى حديثها بالقول: “إن سر نجاح أي عمل يكمن في الصدق النابع من القلب والدقة في العمل لضمان جودة المنتجات”، ناصحةً السيدات بالبحث في مكنوناتهن عن الهوايات التي يتمتعن بها لتكوين مشاريع مستقبلية خاصة بهن.