دمشق-سانا
احتفلت وزارة التنمية الإدارية اليوم، بتخريج 60 طالباً، من العاملين في الوزارات، والجهات العامة، ضمن الدفعة الجديدة من الدبلوم المتقدم في إدارة الموارد البشرية، وذلك في مبنى الوزارة بدمشق.
الوزير السكاف: تطوير المؤسسات يبدأ بتطوير رأس مالها البشري
وفي كلمة له خلال الافتتاح، أكد وزير التنمية الإدارية محمد حسان السكاف، أن تخريج دفعة دبلوم إدارة الموارد البشرية، يمثل تتويجاً لمسيرة من العلم والعمل، ويعكس التزام الوزارة بتأهيل الكوادر القادرة على قيادة التغيير في المؤسسات الحكومية، مؤكداً أن تطوير المؤسسات يبدأ بتطوير رأس مالها البشري، وأن الوزارة جعلت بناء القدرات البشرية، محوراً لكل عملية تطوير إداري.
وأوضح الوزير السكاف، أن أي تحديث تشريعي، أو تنظيمي، لا يكتمل دون وجود موظف كفؤ، يمتلك أدوات ومهارات العصر الحديث، وهو ما سعت الوزارة لتحقيقه من خلال برامجها النوعية، مشيراً إلى أن دبلوم إدارة الموارد البشرية، يمثل تجربة معرفية متكاملة، جمعت بين العلم والتطبيق، وساهمت في تحويل البيانات إلى قرارات، وبناء هياكل تنظيمية على أسس علمية، داعياً الخريجين لنقل هذه التجربة إلى مؤسساتهم والمساهمة في تطوير الأداء الإداري.
أوضح مدير مركز القادة في وزارة التنمية الإدارية، محمد ازبيدي، أن البرنامج نُفذ على ثلاث دفعات وامتد لأكثر من /200/ ساعة تدريبية، مشيراً إلى أن الدبلوم يساهم في تحسين الأداء المؤسسي، وتوحيد المفاهيم الإدارية، معلناً إطلاق دفعة جديدة من الدبلوم المتقدم في إدارة الموارد البشرية، لضمان استمرار نهج الوزارة، في ترسيخ مهنية إدارة الموارد البشرية، وتوسيع دائرة المستفيدين من هذا البرنامج النوعي.
ولادة جديدة لإدارة الموارد البشرية
تحدث معاون محافظ دمشق عبد الله القاسم، عن ركائز الإدارة المتطورة، وطريقة التفكير وعلاقتها بالنظم الإدارية، مستعرضاً تطور النظريات الإدارية في إدارة الموارد البشرية.

وأشار القاسم، إلى أن هذه المرحلة تمثل ولادة جديدة لسوريا، داعياً إلى بناء إدارة الموارد البشرية، على أسس القيم والانتماء والرسالة، والتأكيد على أن الدافع وراء العمل والمسؤولية يدفعان للتضحية والإبداع، ويؤديان لزيادة الإنتاجية، وتقليل الجهد المبذول في الرقابة.
العلم لا يكتمل دون عمل
أوضح رئيس الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش عامر العلي، أن البرامج التدريبية تشكل رافعة أساسية لرفع كفاءة العاملين، مشدداً على أهمية اقتران العلم بالعمل، وتعزيز النزاهة والشفافية في المؤسسات.
من جهته، أكد رئيس هيئة التخطيط والإحصاء، أنس سليم، أن الخريجين باتوا يشغلون مواقع مؤثرة في مؤسسات الدولة، داعياً لمواصلة التأهيل في ظل التحولات الإدارية الراهنة.
الاستثمار في المورد البشري هو الأساس
وأشار مؤسس ومدير أكاديمية عين، الدكتور وائل الشيخ أمين إلى أن سوريا تعيش فرصة تاريخية في التحول المؤسسي والثقافي وإلى أن لمديري التنمية الإدارية والموارد البشرية الدور الرائد في ذلك، مؤكداً ضرورة الاستثمار في الكفاءات السورية، وأن التغيير الثقافي هو أساس أي النهضة.

المشاركة في الدبلوم كانت بمثابة رحلة علمية ممتعة لكنها لم تكن سهلة، هذا ما ذكره محمد سامر العبد، خلال إلقائه كلمة الخريجين، مشيراً إلى الظروف القاسية التي مرت به سوريا جراء ممارسات النظام البائد، من الجوع الجماعي، والقصف، وأصوات القذائف، ومشاهدة المجازر، إضافة للنزوح القسري حتى وصلت سوريا إلى التحرير.
وأكد العبد أن هذه المعاناة كانت ثمناً دفعه شعب أراد الحياة، ورفض الطغيان، مشدداً على أن الصمود لا يكفي، بل يجب البناء، وأن الدفاع عن الوطن يكتمل ببناء الإنسان وتثقيفه، وأن الدبلوم لم يكن مجرد شهادة، بل رسالة إنسانية حملها الخريجون، ليكونوا جزءاً من مستقبل سوريا.
الدبلوم نقطة تحول مهنية
وفي تصريح لوكالة سانا، أوضح الخريج الأول على الدفعة محمد أكرم تقلجي، مدير السجلات في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، أن الدبلوم ساهم في تطوير أدائه المهني، والاندماج في بيئة العمل، بينما رأى المهندس بوزارة الزراعة، محمد الحمود، أن الدبلوم شكّل نقطة نوعية في مسيرته، متمنياً استثمار هذا النجاح في تطوير القطاع الحكومي.

ومع إطلاق دفعات جديدة من الدبلوم، تواصل الوزارة مسيرتها في إعداد كوادر مؤهلة قادرة على قيادة التغيير وتحقيق التميز في الأداء الحكومي.
يذكر أن دبلوم الموارد البشرية في وزارة التنمية الإدارية، هو برنامج يهدف لتأهيل الأفراد بالمعرفة والمهارات العملية اللازمة، لإدارة الموارد البشرية، ويشمل تدريباً في مجالات أساسية مثل التوظيف، والتدريب، وتقييم الأداء، وإدارة علاقات الموظفين، والقانون الخاص بالموارد البشرية.