اللاذقية -سانا
تعمل مؤسسة المياه في اللاذقية على تنفيذ حلول إسعافية عاجلة لمعالجة أزمة المياه في قرى جبل الأكراد بريف المحافظة الشمالي، والتي تفاقمت مع عودة الأهالي إلى قراهم بعد سنوات من النزوح، حيث يشكل تأمين مياه الشرب والاستخدامات اليومية تحدياً أساسياً أمام استقرار السكان.
جهود لتأهيل محطات المياه
أوضح المدير العام لمؤسسة المياه باللاذقية عبد الخالق دياب، في تصريح لمراسل سانا، أن مصادر المياه في جبل الأكراد تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية هي: جورين ومشرفة وكبينة، بالإضافة إلى نبع زيرين ووادي الأزرق، مشيراً إلى أن عدداً من محطات الضخ في هذه المحاور تعرضت للدمار الكامل وفقدان التجهيزات خلال السنوات السابقة، وتعمل كوادر المؤسسة على إعادة تأهيلها وإصلاحها بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية بهدف تحسين واقع الإمداد المائي في القرى وتأمين احتياجات السكان.

وأضاف: إنه تم تنفيذ عدد من الإجراءات الإسعافية بالتعاون مع المجتمع المحلي، شملت إنشاء منهل مائي في وادي الأزرق لخدمة قسم من أهالي سلمى، وتجهيز عدد من المصادر المحلية بالطاقة الشمسية لتأمين المياه للعائلات المقيمة.
وأشار دياب إلى أن المؤسسة أنجزت دراسات تفصيلية؛ لإعادة تشغيل جميع المحطات في منطقتي جبل الأكراد والتركمان، ووضع حلول إسعافية منخفضة التكلفة للتخفيف من معاناة الأهالي ودعم استقرارهم.
نقص مياه الشرب
وعبر العديد من سكان المنطقة لـ سانا، عن حجم المعاناة التي يواجهونها يومياً، حيث بينت خديجة رجب أنها تقوم وأولادها بنقل المياه من النبع في عبوات لاستخدامها في الطبخ والغسيل والتنظيف، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة شراء المياه وعدم قدرتها على تحملها.
فيما أكدت سامية محو، أن الانقطاع المستمر للمياه يجبر الأهالي على شراء صهاريج مياه بشكل أسبوعي على الرغم من تكلفتها المرتفعة، وأشارت إلى ضرورة الإسراع بتأمين مصدر مياه ثابت لتخديم الأهالي المقيمين والعائدين.
معاناة القطاع الزراعي
ويطالب المزارعون الجهات المعنية بتنفيذ مشاريع عاجلة لاستصلاح الأراضي وتأمين مصادر ري مستدامة، للاستفادة من المساحات الواسعة من الأراضي القابلة للزراعة.
وأوضح المزارع أحمد محو، أن الأراضي الزراعية في المنطقة تعاني من شُحٍ كبيرٍ في المياه، ما يجعلها غير قابلة للزراعة حالياً، مُشيراً إلى أن غياب شبكات الري وصعوبة الوصول إلى الينابيع أجبرت الكثير من المزارعين على ترك أراضيهم بوراً.
أما عزيز إسماعيل من أبناء المنطقة، فأكد أن المنطقة بحاجة ماسة إلى خدمات متعددة، في مقدمتها: تأمين المياه وإزالة الركام وحراثة الأراضي البور، ولفت إلى أن أغلب السكان يعتمدون على شراء صهاريج المياه القادمة من مناطق بعيدة بتكلفة عالية.
وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، ومحافظ اللاذقية محمد عثمان اطلعا منذ أيام على واقع البنى التحتية المتضررة في المنطقة، وتقييم أوضاع الخدمات الأساسية، في إطار خطة حكومية لتحسين الواقع الخدمي وتوفير بيئة آمنة لعودة الأهالي.