عواصم-سانا
أصيب عدد من الأشخاص ووقعت أضرار مادية جراء هجمات متبادلة بالطائرات المسيرة بين روسيا وأوكرانيا، فيما تستمر الجهود والمشاورات للتوصل إلى حل ينهي الحرب التي دخلت عامها الرابع بين الطرفين وأوقعت خسائر فادحة.
9 إصابات جراء هجمات أوكرانية على تشوفاشيا الروسية
أفاد نائب رئيس وزراء جمهورية تشوفاشيا الروسية فلاديمير ستيبانوف، بأن 9 أشخاص أصيبوا جراء هجوم بطائرة مسيرة على منطقة تشيبوكساري.
فيما قالت وكالة النقل الجوي “روسافياتسيا”: إنه تم تعليق حركة الطيران في 4 مطارات جنوب البلاد صباح اليوم، إثر تحذيرات أمنية من هجمات محتملة بطائرات مسيّرة أصدرتها مناطق عدة في جنوب البلاد وغربها.
وأوضحت أن القيود المؤقتة المفروضة في مطارات فلادي قافقاس (عاصمة أوسيتيا الشمالية) وغروزني (عاصمة الشيشان) وماغاس (عاصمة أنغوشيا)، شملت الرحلات المغادرة والوافدة، بينما أعلنت بلدة موزدوك -التي تضم مطاراً عسكرياً- إغلاق مجالها الجوي أيضاً.
كما أعلن حكّام 3 مناطق روسية هي فورونيج، وأوسيتيا الشمالية، وقبردينو بلقاريا، أنهم يواجهون تهديدات بهجمات عبر مسيّرات، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات الدفاع الجوي تمكنت خلال الليل من اعتراض وتدمير 121 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية.
مصابون واستهداف منشآت الكهرباء في أوكرانيا
في مقابل ذلك قال المكتب الإقليمي لخدمة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا: إن قصفاً روسياً على مدينة فيلنيانسك في منطقة زابوروجيا، أسفر عن إصابة أربعة أشخاص وتضرر 15 منزلاً.
كما قال حاكم منطقة سومي الأوكرانية أوليه هريهوروف: إن طائرات روسية مسيّرة شنّت أكثر من 10 غارات على مدينة سومي الليلة الماضية، في ثاني هجوم كبير يستهدف المدينة خلال 24 ساعة، ما أدى إلى انقطاع شامل للتيار الكهربائي.
وأوضح أن البنى التحتية الحيوية تعمل حالياً على مصادر طاقة احتياطية، مضيفاً: إن فرق الطوارئ تتحقق من وجود قتلى أو جرحى وأن الكهرباء ستعاد بمجرد تأمين مواقع العمل.
وتعد سومي -التي كان يقطنها نحو 250 ألف شخص قبل الحرب، إحدى المدن الأوكرانية التي تتعرض بشكل متكرر لهجمات روسية، وخصوصاً مع تركيز موسكو منذ أشهر على ضرب منشآت الطاقة مع اقتراب فصل الشتاء.
حراك سياسي دولي
على الصعيد السياسي عقد في العاصمة البريطانية لندن لقاء ضم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لبحث سبل العمل الدبلوماسي مع الجانب الأمريكي وتنسيق موقف مشترك من المبادرات المطروحة لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقال زيلينسكي عقب اللقاء: “أجرينا نقاشاً مُفصّلاً حول عملنا الدبلوماسي المشترك مع الجانب الأمريكي، وتوافقنا على موقف مشترك بشأن أهمية الضمانات الأمنية وإعادة الإعمار، كما أجرينا نقاشاً منفصلاً حول تقديم المزيد من الدعم الدفاعي لأوكرانيا”.
وفي بروكسل عقد الرئيس الأوكراني زيلينسكي اجتماعاً مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حيث ناقشوا خطوات تحقيق السلام في شرق أوروبا.
من جانب آخر دعا وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، خلال اجتماع مع نظيره الصيني وانغ يي في بكين، الصين إلى استخدام نفوذها ودعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.
وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن كبار الدبلوماسيين من البلدين تبادلوا خلال المحادثات وجهات النظر حول “الأزمة الأوكرانية”، حيث أكد وانغ على “موقف الصين الثابت” بشأن هذه الأزمة، وأشار إلى أن “جميع أطراف الصراع يجب أن تقدر الزخم الحالي نحو حل سياسي لها، وأن تلتقي في منتصف الطريق، وتحقق في نهاية المطاف اتفاق سلام عادل ودائم وملزم من خلال الحوار والمفاوضات”.
وتتواصل منذ شباط عام 2022، الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في وقت تشهد الساحة السياسية، نقاشات حول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في أوكرانيا التي تضمنت 28 بنداً تتعلق بوقف إطلاق النار، وضمانات أمنية، ومناقشة وضع الأراضي المتنازع عليها، إضافة إلى تحديد مستقبل علاقة أوكرانيا بحلف الناتو.