الخرطوم-سانا
أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أن السودان لا يحتاج مزيداً من السلاح بل الحماية والمساعدة، معلناً أنه حصل على موافقة من الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع بشأن الوصول الكامل والممرات الآمنة للقوافل الإنسانية.
وحذر في الوقت نفسه من أن دارفور تحولت إلى “مسرح جريمة” يستدعي وجوداً أممياً أكبر وضمانات حقيقية لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
وأضاف فليتشر خلال حديثه مع صحفيين في نيويورك عبر الفيديو من معبر أدري على الحدود مع تشاد، في سياق زيارته للسودان: إنه سيراقب ما إذا كانت الأطراف المتنازعة ستفي بالالتزامات التي قطعتها، والتي تركز بشكل رئيسي على دارفور.
مباحثات من أجل التهدئة
وأشار فليتشر إلى أنه التقى في بورتسودان رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، إلى جانب وزيري خارجية مصر والسودان، وأن المناقشات ركزت على “الوصول الإنساني غير المحدود وبدون عوائق”، بالإضافة إلى توفير الأمن للقوافل الإنسانية والعاملين فيها.
ولفت المسؤول الأممي إلى أنه أجرى في منطقة كورما بدارفور “مناقشات صعبة” مع ممثلي قوات الدعم السريع، أكد فيها “بشكل قاطع” أن الأمم المتحدة تتوقع حماية المدنيين، وتصر على توفير ممر آمن لخروجهم ودخول قوافل المساعدات.
وشدد فليتشر على أن هناك حاجة إلى “مزيد من الوجود الأممي على الأرض” لتلبية الاحتياجات الهائلة، وتوفير الشعور بالأمان للمدنيين، مضيفاً: إن زيارته تأتي في إطار جهود أوسع نطاقاً يبذلها كبار قادة الأمم المتحدة لضمان حشد جهود المنظمة بالقرب من الفئات التي تخدمها.
ولفت فليتشر إلى أنه تواصل أيضاً مع مجموعة الرباعية – التي تضم الولايات المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة – بشأن الحاجة إلى “دفعة دبلوماسية واسعة النطاق”.
مسرح رعب وجرائم
ونوه فليتشر إلى أن دارفور أصبحت “مسرحاً مرعباً للغاية”، وأن شهادات الناجين تؤكد أنها “مسرح جريمة”، مؤكداً أن الأزمة في دارفور تلحق الضرر بالأطفال أكثر من غيرهم، حيث إنهم يمثلون واحداً من كل خمسة أشخاص قُتلوا في الفاشر.
تقدّم في إدخال المساعدات
ومن بين النتائج الأخرى لزيارته بين فليتشر أنه تم إحراز تقدم في إدخال فرق الأمم المتحدة إلى الفاشر وفقاً لشروط المنظمة، مضيفاً: إن الأمم المتحدة ستضمن دخول الأشخاص المناسبين وأن تكون المساعدات محايدة وغير منحازة حقاً عند دخولها.
وأعرب فليتشر عن أمله في أن يتحقق ذلك في الأيام أو الأسابيع المقبلة، مشدداً على أن آخر ما يحتاجه السودان الآن هو المزيد من البنادق والرصاص، وأن البلاد بحاجة إلى المساعدة والحماية للناجين.
الجدية وضمان المساءلة
وأشار فليتشر إلى ضرورة محاسبة كل من يطلق النار وكل من يصدر الأوامر بذلك، مؤكداً أنه يتوجب على الجهات التي تزوّد بالسلاح أن تعيد النظر في مواقفها وأن تتصرف بمسؤولية.
ودعا فليتشر إلى ضرورة أن يكون مجلس الأمن والدول الأعضاء أكثر وضوحاً بشأن حماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية، والحد من تدفقات الأسلحة، وضمان المساءلة.
يذكر أنه منذ منتصف نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حرباً أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما تقدر إحصاءات غير رسمية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.