واشنطن-سانا
مع دخول الإغلاق الحكومي في الولايات المتّحدة يومه الـ 37، وتحوله إلى أطول إغلاق تشهده البلاد، يواجه قطاع الطيران حالة شلل متفاقمة، حيث أعلنت السلطات اليوم إلغاء آلاف الرحلات الجوية في أكثر من 40 مطاراً بسبب استنزاف أعداد المراقبين الجويين ونقص الموظفين.
شبكة “إيه بي سي” الإخبارية نقلت عن وزير النقل الأمريكي شون دافي قوله: إنّه سيتم خفض عدد الرحلات الجويّة بنسبة 10 بالمئة، مشيراً الى وجود نقص بنحو 2000 مراقب جوي بسبب تبعات الإغلاق الحكومي.
انخفاض عدد المراقبين والموظفين
وتواجه الإدارة الفيدرالية الأمريكية للطيران عجزاً كبيراً في عدد المراقبين والموظفين الذين يعملون من دون رواتب منذ أكثر من شهر، ما يهدّد بانكماش حاد في حركة الطيران خلال واحدة من أكثر الفترات ازدحاماً في العام.
وفي الأيام الأخيرة، بدا الشلل واضحاً في المطارات، حيث أدّى نقص المراقبين الجوييّن إلى تأخير أو إلغاء رحلات، ومن المنتظر أن تشهد مطارات كبرى مثل شيكاغو، أتلانتا، دالاس، دنفر، ولوس أنجلوس، الأكثر ازدحاماً في البلاد تخفيضاً تدريجياً في عدد الرحلات بنسبة 4 بالمئة ابتداءً من يوم غد الجمعة، على أن تصل نسبة التخفيض إلى 10 بالمئة في الأسبوع المقبل.
خسائر كبيرة
وتشير البيانات الصادرة عن شركة تحليلات الطيران العالمية “Cirium”، إلى أن تخفيضات عدد الرحلات الجويّة المعلنة ستعني إلغاء نحو 1800 رحلة وفقدان أكثر من 268 ألف مقعد ليوم غدٍ الجمعة، ما يعد ضربة ثقيلة لجدول الرحلات في أكثر أوقات السفر ازدحاماً.
وتعني هذه التخفيضات خسائر فادحة للمطارات الأمريكية، وفي مقدمتها ” أوهير” في شيكاغو، بخسائر تقدّر بنحو 121 رحلة أو ما يقارب 14500 مقعد، يليه مطار “هارتسفيلد-جاكسون” في أتلانتا بـ104 رحلات، وغيرها الكثير.
تحذيرات دولية
هيئات تنظيم الطيران المدني في دول عدة حذّرت من أنّ أي اضطراب كبير في المطارات الأمريكية سينعكس على الحركة الجوية الدّولية بشكل عام، مبينةً أن التأثير المباشر يكون عادة على مستوى المسافرين وليس الأنظمة.
وفي الوقت الذي تجاوز فيه الإغلاق الحكومي الرقم القياسي السابق (35 يوماً) المسجل خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى، يستمر الجمهوريون والديمقراطيون بتبادل الاتهامات بإطالة أمد الإغلاق، حيث اتهم ترامب الحزب الديمقراطي بمسؤولية عرقلة التوصل إلى اتفاق للتمويل الفيدرالي، معتبراً أن استمرار الإغلاق الذي بدأ في الأول من تشرين الأول الماضي، ليس في مصلحة أحد، ويجب أن ينتهي على الفور.