نيويورك-سانا
أكدت الأمم المتحدة استمرار ورود تقارير موثوقة عن أعمال عنف ضد المدنيين في الفاشر، وذلك بعد مرور أكثر من أسبوع على سيطرة قوات الدعم السريع على عاصمة شمال دارفور، التي لا تزال محاصرة.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن نائب المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق قوله خلال مؤتمره الصحفي اليومي في نيويورك: إن “العنف تصاعد بشكل حاد في ولايتي شمال وجنوب كردفان، مما أدى إلى نزوح واسع النطاق ومعاناة المدنيين، وسط تقارير عن مقتل المئات وبينهم أطفال وعاملون في المجال الإنساني، إضافة إلى ورود أنباء عن عمليات إعدام في محلية بارا”.
وأضاف حق: إن “المدنيين غير قادرين على مغادرة الفاشر، ولا يزال عدد كبير محاصراً داخل المدينة، مع انقطاع أو انعدام التواصل مع العالم الخارجي”.
وأشار حق إلى أن الأمم المتحدة وشركاؤها يقدمون مساعدات طارئة وسط الظروف المزرية، موضحاً أن هذه الجهود لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات بسبب قيود التمويل.
وشدّد حق على أن استمرار قوات الدعم السريع في عرقلة إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى المدينة “أمر غير مقبول”، داعياً إلى إتاحة وصول فوري وغير مقيد للأشخاص المحاصرين في الفاشر.
من جهته دعا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى تمويل عاجل ومرن لدعم ملايين الأشخاص العالقين في الصراع المدمر في السودان، حيث إنه ومع اقتراب نهاية العام، لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2025 إلا بنسبة 28 في المئة على الرغم من الاحتياجات الهائلة.
ومن جانبها، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن ما يقرب من 71 ألف شخص فروا من الفاشر والمناطق المحيطة بها منذ الـ 26 من تشرين الأول المنصرم.
وكان مكتب المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية، أكد في وقت سابق أمس أن أعمال العنف في مدينة الفاشر قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما أدان أعضاء مجلس الأمن بشدة هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وأثره المدمر على المدنيين، داعين إلى محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات.