جنيف-سانا
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 10 تشرين الأول الجاري.
وقال المرصد في بيان له اليوم على موقعه: إن “قوات الاحتلال قتلت منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار 219 فلسطينياً بينهم 85 طفلاً، إضافة إلى إصابة نحو 600 آخرين، مشيراً إلى أن موجتي عدوان كبيرتين خلال الشهر الجاري أسفرتا عن ارتقاء 157 فلسطينياً بينهم عشرات النساء والأطفال”.
وبين المرصد أن القصف الإسرائيلي استهدف منازل في غزة وخان يونس والنصيرات ودير البلح، وأدى إلى إبادة أسر كاملة، مؤكداً أن استهداف الخيام والمدارس التي تؤوي نازحين يعكس سياسة انتقامية وعقاباً جماعياً يفتقر لمبدأ الضرورة والتمييز.
وحذر المرصد من أن أخطر ما يجري حالياً هو مخطط لإعادة رسم الخريطة الجغرافية لقطاع غزة عبر فرض تقسيم فعلي بين شرقه وغربه واقتطاع أجزاء واسعة من شماله وجنوبه، وإقامة مناطق تمنح الاحتلال صلاحيات مطلقة في الاستهداف والتدمير، ما يؤدي عملياً إلى تفكيك وحدة القطاع وتحويله إلى مساحة غير قابلة للحياة ودفع السكان نحو الهجرة القسرية.
وأوضح المرصد أن استمرار صمت المجتمع الدولي وعجزه عن تفعيل أدوات المساءلة يمنح الاحتلال ضوءاً أخضر لمواصلة القتل الجماعي، ويكرس مرحلة جديدة من الإبادة الجماعية البطيئة الهادفة إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في القطاع، داعياً إلى اتخاذ خطوات عملية لفرض حماية فورية للفلسطينيين، ووقف القصف والحصار، وضمان انسحاب قوات الاحتلال من غزة، وإطلاق آلية دولية للمساءلة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
ويشار إلى أن المرصد الأورومتوسطي كان قد دعا في وقت سابق إلى فتح تحقيق دولي عاجل في الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وضرورة اتخاذ خطوات جادة لمعالجة جذور معاناة الفلسطينيين، من بينها رفع الحصار عن القطاع، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، وضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم كعامل أساسي لتحقيق السلام والاستقرار الدائم في المنطقة.