واشنطن-سانا
توقّع تقرير جديد صادر عن مجموعة البنك الدولي استمرار انخفاض أسعار السلع الأولية العالمية خلال العامين المقبلين، في ظل فائض الإنتاج النفطي وضعف النمو الاقتصادي، بينما يواصل الذهب تسجيل ارتفاعات قياسية، محافظاً على مكانته كملاذ آمن للمستثمرين وسط حالة عدم اليقين العالمي.
وبحسب التقرير، يُتوقع أن تنخفض أسعار السلع الأولية إلى أدنى مستوياتها منذ ست سنوات بحلول عام 2026، بنسبة 7% في عامي 2025 و2026. ورغم هذا التراجع، تبقى الأسعار أعلى من مستويات ما قبل الجائحة بنسبة 23% لعام 2025 و14% لعام 2026 مقارنة بعام 2019.
الطاقة والغذاء والأسمدة… تباين في الاتجاهات
وتوقع التقرير انخفاض متوسط سعر خام برنت من 68 دولاراً في 2025 إلى 60 دولاراً في 2026، مع تراجع أسعار الطاقة بنسبة 12% في 2025 و10% في 2026، كما تنخفض أسعار المواد الغذائية بنسبة 6.1% في 2025 و0.3% في 2026، في حين ترتفع أسعار الأسمدة بنسبة 21% في 2025 قبل أن تتراجع 5% في العام التالي.
الذهب والفضة… صعود مستمر مدفوع بالطلب الآمن
سجلت أسعار المعادن النفيسة مستويات قياسية في 2025، مدفوعة بمشتريات البنوك المركزية والطلب على الأصول الآمنة، وارتفع سعر الذهب بنسبة 42% هذا العام، مع توقع زيادة إضافية بنسبة 5% في 2026، بينما ارتفعت الفضة بنسبة 34% في 2025 و8% في 2026.
عوامل مؤثرة وفرص إصلاح
وأشار التقرير إلى أن التوترات الجيوسياسية والعقوبات المحتملة على النفط قد تؤثر على الأسعار مستقبلاً، في حين يُتوقع أن يؤدي توسع السيارات الكهربائية وتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى انخفاض الطلب على النفط وزيادة الطلب على معادن مثل الألومنيوم والنحاس.
ورأى البنك الدولي أن انخفاض أسعار النفط يمثل فرصة للحكومات لتعزيز المالية العامة، والاستثمار في البنية التحتية ورأس المال البشري، بما يسهم في خلق فرص عمل وتحقيق نمو مستدام.
توصيات لمواجهة تقلبات الأسواق
وأوصى التقرير بالتركيز على تنويع الإنتاج، وزيادة الكفاءة، والاستثمار في التكنولوجيا، وتحسين شفافية البيانات، بدلاً من الاعتماد على التحكم في الأسعار، لضمان قدرة الاقتصادات على الصمود أمام تقلبات الأسواق العالمية.