جنيف-سانا
أكدت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، تيس إنغرام أن الوضع كارثي في قطاع غزة، وحذرت من تفاقم خطر المجاعة في القطاع إذا لم يتم التدخل واتخاذ إجراء عاجل، مشددة على أن المجاعة تترافق مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف حيث “لا يوجد مكان آمن في غزة”.
وقالت إنغرام في تصريحات لوكالة الأناضول التركية: إن “خطر انتشار المجاعة في مدينة غزة قائم، والعائلات باتت عاجزة عن توفير الغذاء لأطفالها”، مشيرة إلى أن الفلسطينيين في القطاع، ولا سيما شرق وشمال مدينة غزة، يعيشون تحت وطأة تهديد مستمر من القصف الإسرائيلي المتصاعد.
وأوضحت إنغرام أن “سكان تلك المناطق يفرون من القصف إلى الغرب نحو البحر، حيث تزداد أعداد المخيمات والخيام على طول الشريط الساحلي”، لافتة إلى أن مديري المستشفيات أبلغوها بارتفاع عدد الأطفال المصابين بكسور وحروق وجروح جراء القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة.
وفي سياق وصفها للوضع بغزة، قالت المسؤولة الأممية: “إن الأهالي يبحثون بيأس عن طعام وماء، وقد التقيت بآباء وأمهات يمسكون يدي باكين ويسألون متى سيصل الطعام؟ وهل سيبقى أطفالنا على قيد الحياة حتى ذلك الحين؟ ولفتت إلى أن العاملين في القطاع الصحي والإنساني والصحفيين ظلوا منذ أشهر يحذرون من المجاعة في غزة، “لكن شيئاً لم يتغير”.
وبينت أن الأهالي الفلسطينيين يعيشون في حالة عجز لأنهم يعلمون أن الأسوأ لم يأتِ بعد، وأنه “لا يوجد ضغط دولي كافٍ لتغيير هذا الواقع”، مضيفة: إن العيادات التي تدعمها اليونيسف تشهد ازدحاماً من الأهالي الذين ينتظرون إجراء فحوصات لأطفالهم الذين يعانون من مؤشرات سوء التغذية، حيث تظهر المؤشرات أن النسبة العامة تشير إلى أن 15 إلى 20 بالمئة من الأطفال الذين خضعوا للفحص يعانون من سوء تغذية، وهذه نسبة مرتفعة جداً، بل تتجاوز عتبة المجاعة.
يذكر أنه في الـ 22 من آب الماضي، أعلنت منظمة المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابعة للأمم المتحدة، عبر تقرير، “تفشي المجاعة في مدينة غزة” نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق ومنع وصول المساعدات، متوقعة أن “تمتد إلى دير البلح وسط القطاع وخان يونس جنوبه بحلول نهاية أيلول الحالي”.