دمشق – سانا
انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر العلمي “أكاديميا – سوريا 2025” الذي تقيمه أكاديمية “سنجاب” لطب العيون برعاية وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة، وبالتعاون مع مستشفى المواساة الجامعي، ومستشفى وبنك العيون الجراحي بدمشق، بمشاركة أطباء من داخل سوريا وخارجها وذلك في فندق البوابات السبع بدمشق.

ويناقش المشاركون في المؤتمر على مدى يومين، الخطوات العملية لتطوير العلوم الطبية وجراحة العيون في سوريا، وأهم العلاجات الحديثة لنقل الخبرات العالمية إليها، إضافة إلى عقد ورشات عمل حول عمليات إزالة المياه البيضاء (الساد)، ما يسهم في وضع مسار جديد لطب العيون في سوريا، في مسيرة إعادة الإعمار.
منصة لرفع المستوى العلمي للكوادر وعقد الشراكات
وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي، أكد أن الوزارة تمضي في مسار تطويري شامل في مجال طب العيون، يرتكز على تحديث التجهيزات ومخابر البصريات وتطوير برامج الإقامة والتدريب العملي، وفتح آفاق البحث العلمي الأساسي والتطبيقي وإدخال التقانات الرقمية والذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، وبناء شراكات ذكية إقليمية ودولية تعيد لسوريا مكانها الطبيعي في مظلة الدول الريادية على المستويين العلمي والطبي.

وبين الوزير الحلبي، أن المؤتمر ليس مجرد مناسبة علمية، بل ميثاق لإحياء البصر والبصيرة، ومنصة لعقد الشراكات، ويشكل بأوراقه وحواراته وجلساته إضافة نوعية في رفع المستوى العلمي والمهني للكوادر، ويؤسس لمرحلة يغدو فيها المريض أمام رعاية طبية أعلى وخبرة أجود وتقانة أحدث.
ميزات جديدة بعد التحرير
بدوره، وزير الصحة مصعب العلي أشار في كلمة له إلى أن سوريا اكتسبت ميزات جديدة بعد التحرير، أهمها روح التضامن الكبير والوفاء لأبنائها من خارج سوريا الذين اضطروا للمغادرة تحت ظروف معينة وعادوا الآن للمشاركة في بنائها، والتضامن من خارج سوريا وإصرارهم على العودة للمساهمة في بناء بلدهم.

وأشار الوزير العلي إلى أن المؤتمر يتضمن ورشات عملية كبيرة في مشفيين، مبيناً أن لدى مؤسسة أكاديميا خططاً مستقبلية لإجراء عمليات جراحية للذين فقدوا بصرهم لأسباب معينة، مؤكداً أن سوريا قوية بأبنائها وأصدقائها.
علاج القسم الأمامي من العين
البروفيسور في طب وجراحة العين مؤسس أكاديمية “سنجاب” ورئيس المؤتمر مازن سنجاب، استعرض في كلمة له إنجازات الأكاديمية، مبيناً أنها تضم 13 ألف عضو وتسهم في دعم الأطباء، وتسعى للتشارك مع الأطباء السوريين للنهوض بطب العيون في سوريا لتصبح رائدة على مستوى الشرق الأوسط.

سنجاب لفت إلى أن المؤتمر يركز بشكل خاص على العلاجات المعنية بالقسم الأمامي من العين، وعلى جراحات القرنية والماء البيضاء، كما سيتناول آخر تكنولوجيا زراعة العدسات بالليزك والليزر، وأحدث طرق علاج مرض الزَرق.
رئيس مجلس الشرق الأوسط وأفريقيا لطب العيون الدكتور عبد العزيز بدلة، أشار في كلمة له، إلى أهمية المؤتمر باعتباره حدثاً علمياً يسهم في نهوض سوريا للحاق بالركب العالمي، ولتعود لها مكانتها التي عُرفت بها عبر التاريخ، لافتاً إلى أن المجلس ساهم في الإعداد للمؤتمر عبر التواصل مع المؤسسات الدولية، وتخفيض رسم الاشتراك بالمؤتمر، وتأمين المشاركة فيه عبر الأنترنت (أون لاين)، ومساعدة أطباء العيون الشباب لحضور مؤتمرات العيون والتي كان آخرها في عمان.
تقنيات حديثة في جراحة العيون
من اليونان الدكتور يانيس باليكاريس قدم محاضرة تحدث فيها عن التقنيات الحديثة في جراحة العيون بالليزك، والتي تتميز بأن المضاعفات فيها أقل بكثير من الجراحة التقليدية، وبسرعة تعافي المريض بشكل أكبر، ما يقلل من تغيب المريض عن العمل وعودته سريعاً إلى حياته الطبيعية.

مديرة مشفى وبنك العيون الجراحي بدمشق الدكتورة نهى الفيومي، لفتت في تصريح لـ سانا، إلى أن المؤتمر هو الأول بعد التحرير، معتبرة أنه يشكل تظاهرة علمية مهمة، كونه يركز على تدريب الأطباء المقيمين بشكل علمي، ويقدم لهم فرصة للتدرب على مجسمات العين لاستخراج (الساد)، وهي عملية أساسية في طب العيون.
تخلل افتتاح المؤتمر عرض برومو تعريفي عن أكاديمية “سنجاب” ومحاضرة للدكتور إياد الشطي بعنوان “عنصر الوراثة الجزيئي ـ التطبيقات العينية”، إضافة إلى افتتاح معرض للتجهيزات الدوائية، والكتب الطبية، والمعدات الخاصة بجراحة وعلاج العيون.
و”أكاديمية سنجاب” منصة تعليمية افتراضية متخصصة في طب العيون مسجلة في الإمارات العربية المتحدة، مهمتها تبسيط المفاهيم في طب العيون وتقديمها بطريقة منهجية وقائمة على الأدلة، لتناسب جميع مستويات الأطباء والممارسين في العيون.







