اللاذقية-سانا
تواصل فرق الدفاع المدني وفِرق الإطفاء في محافظة اللاذقية لليوم الرابع على التوالي، إخماد الحريق الحراجي الكبير الذي اندلع في جبل التركمان ومنطقة الحفة في جبل الأكراد بريف المحافظة الشمالي.

وأشار مدير الطوارئ وإدارة الكوارث في اللاذقية عبد الكافي كيال في تصريح لمراسلة سانا إلى أن هذا الحريق يعتبر الأصعب والأعقد من ناحية المكافحة والمواجهة، لكونه اندلع من أكثر من 12 موقعاً، تقع معظمها في مناطق حراجية، ما شتت جهود فرق الإطفاء الأولية وحال دون تحقيق السيطرة الكاملة حتى الآن.
وأوضح كيال أن العمل جارٍ على توحيد الجهود والإمكانيات، مع وجود تنسيق على مستوى وزارة الطوارئ مع غرفة العمليات المركزية، ومؤازرات من معظم المحافظات، بالتنسيق مع تنظيم الاحتياج وضبط المساحات التي يتم خسارتها يومياً، مبيناً أن الحصيلة الأولية للمساحات الحراجية التي تم خسارتها تتجاوز ستة آلاف هكتار.

ولفت كيال إلى المخاطر التي يواجهها رجال الإطفاء والتي تتمثل بالرياح الشديدة وتقلب اتجاهاتها، ما أدى إلى حصار بعض الفرق أثناء العمل، يضاف إلى ذلك خطر الألغام والأسلحة غير المنفجرة في بعض المناطق.
ولفت كيال إلى أن هذا كله تسبب بوقوع إصابات في صفوف الفرق العاملة حيث ارتقى اليوم أحد رجال الإطفاء متأثراً بإصابته البليغة التي تعرض لها قبل يومين، بينما يعاني زميله من إصابة حرجة، إضافة إلى إصابات أخرى بالاختناق والإجهاد، مشيراً إلى إن جهود الإخماد أسفرت أيضاً عن خسائر على مستوى المعدات والآليات، حيث احترقت ثلاث آليات بشكل كامل وخرجت عن الخدمة.

وأعرب كيال عن الأمل بأن تتم السيطرة الكاملة على الحرائق في الساعات القادمة، معرباً عن تقديره لتضحية وشجاعة رجال الدفاع المدني والإطفاء الذين يواصلون عملهم في ظروف بالغة الخطورة.
إلى ذلك تابع محافظ اللاذقية محمد عثمان اليوم سير عمليات إخماد الحرائق الحراجية الضخمة المستعرة في جبل التركمان بريف المحافظة حيث شملت الجولة مواقع برج القصب وغمام والسكرية ودير حنا والريحانية، للوقوف على الجهود المبذولة على الأرض.

وفي تصريح لمراسلة سانا أشار المحافظ إلى أن عناصر الدفاع المدني والإطفاء والحراج يبذلون جهوداً كبيرة في عمليات الإخماد، إلا أنهم يواجهون تحديات جسيمة تتمثل في العوامل الجوية المتقلبة، ووعورة التضاريس، وبُعد مسافات التزود بالمياه عن بؤر الاحتراق، داعياً الأهالي إلى تقديم الدعم والمؤازرة، عبر المساهمة في تزويد فرق الإطفاء بالمياه، لتعزيز قدراتها في الاستجابة وتمكينها من مواصلة مهمتها في حماية الأرواح والممتلكات والثروة الحراجية.
وعلى الرغم من الظروف الميدانية الصعبة، وأبرزها الظروف الجوية والرياح والتضاريس الوعرة والمخاطر المتعلقة بوجود الألغام، تمكنت الفرق العاملة تحت مظلة غرفة عمليات وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث اليوم من السيطرة على عدة بؤر مشتعلة، كما تواصل عملياتها لفتح خطوط نار في عمق الغابات لتسهيل الوصول إلى النيران وتسريع وتيرة عمليات الإخماد.

