دمشق-سانا
بشغف فني وإصرار على الإبداع، حولت الشابة نور الرفاعي حبها للفن اليدوي ودراستها في كلية الفنون الجميلة إلى لغة تصميم مبتكرة أطلقت عليها اسم “التطريز النافر”، حيث تمنح الخيوط حياة جديدة على الأقمشة السورية الأصيلة، وتنتج قطعاً تجمع بين التراث والحداثة في آن واحد.
وبدأت نور رحلتها قبل نحو تسع سنوات، مستثمرة مهارتها في الرسم الزيتي وحبها للأعمال اليدوية لتأسيس مشغل صغير بدأ بثلاث عاملات فقط، واليوم يضم ست عشرة عاملة يبدعن في تصميم الأقمشة المطرزة والملابس التي تحمل بصمة فنية مميزة.
بصمة فنية متفردة
وأوضحت الرفاعي خلال حديثها لـ سانا أنها مع اكتساب المهارة والخبرة والمحاولات المستمرة استطاعت إدخال التطريز النافر إلى تصاميمها باستخدام الماكينات، وخاصة أنه أسلوب يتطلب دقة عالية وتقنية خاصة تجعل الغرزات ترتفع قليلاً عن سطح القماش.
وتابعت الرفاعي: إن هذا الأسلوب يمنح القطعة مظهراً فنياً يضاهي اللوحات الزيتية في جمالها وعمقها، لافتةً إلى أن سر نجاحها كان في الصبر والإصرار حتى أنتجت أول قطعة تحمل هذا الطابع المميز.
من الأسواق المحلية إلى العالمية
وبينت الرفاعي أنه رغم بساطة الورشة ومحدودية الإمكانات، استطاعت أن تفرض حضورها في الأسواق المحلية من خلال المشاركة في البازارات، وعرض تصاميمها الفريدة، لتنفذ من كل قطعة ثلاثة مقاسات فقط، وبعدها تنتقل إلى تصميم جديد، ما يمنح أعمالها تميّزاً يقدّره الزبائن كثيراً.
وتفتخر الرفاعي بتصاميمها التي لم تبقَ ضمن حدود سوريا، بل بدأت تجد طريقها إلى العالم عبر الزبائن الذين يقتنونها من البازارات ويأخذونها معهم إلى مختلف الدول ككندا وأمريكا ودول الخليج، لتلقى إعجاباً كبيراً لما تحمله من طابع شرقي أنيق وتقنية حديثة.
وتحلم الرفاعي بأن يتحول مشروعها إلى علامة تجارية مسجلة، تمثل الهوية السورية في الأناقة الحرفية وتعيد الاعتبار للفن اليدوي الذي يدمج الأصالة بالحداثة.
التطريز النافر تقنية يدوية تمنح القطع الفنية عمقاً وجمالاً
والتطريز النافر هو أسلوب يدوي يتميز برسم الزخارف بالخيط فوق سطح القماش بارتفاع معين، حيث تمنح القطعة بعداً ثالثاً، كالأزهار، والأشكال الفنية، ويُستخدم في الزينة والفنون اليدوية، ويتطلب جهداً كبيراً.
