اللاذقية-سانا
مع اقتراب موعد انطلاق العام الدراسي في 21 أيلول الجاري، تبذل مديرية التربية في محافظة اللاذقية جهوداً حثيثة لإعادة تأهيل المدارس المتضررة جراء الحرب، بهدف ضمان انطلاقة تعليمية مستقرة وآمنة للطلاب في مختلف المناطق، ولا سيما في الريف الشمالي الشرقي الذي يضم نحو 90 مدرسة خارجة عن الخدمة بالكامل، إضافة إلى عدد من المدارس العاملة التي تحتاج إلى صيانة عاجلة.
إعادة تأهيل المدارس المتضررة

وأوضح مدير التربية في اللاذقية، وليد كبولة في تصريح لمراسلة سانا، أن الخطة الحالية تركز على صيانة المدارس العاملة لضمان استمرارية العملية التعليمية، بالتوازي مع إعادة تأهيل عدد من المدارس المتوقفة عن الخدمة، مؤكداً أن المدارس الخارجة عن الخدمة تتصدر أولويات الخطط المستقبلية، داعياً إلى تضافر جهود المؤسسات المحلية والدولية لدعم البنية التعليمية المتضررة، خاصة مع تزايد أعداد الطلاب الوافدين من مناطق النزوح.
أعمال ترميم شاملة وتحسين البنية التحتية

من جهتها، أشارت رئيسة دائرة الأبنية المدرسية، شيراز القصعللي، إلى أن أعمال التأهيل تشمل ترميم الحمامات، وتركيب خزانات مياه، وصيانة الأبواب والنوافذ واستبدال الزجاج المكسور، أما المدارس التي تعرضت لأضرار جسيمة، فستخضع لترميم شامل يشمل تركيب نوافذ ألمنيوم، أبواب خشبية وحديدية، إصلاح الجدران والأسقف، وأعمال الطلاء وتأهيل دورات المياه. كما سيتم تزويد المناطق التي تفتقر للبنية التحتية بغرف مسبقة الصنع ومرافق صحية بشكل عاجل.
تدريب الكوادر التعليمية ورفع الكفاءة

وفي إطار تحسين جودة التعليم، تواصل دائرة التأهيل والتدريب التربوي تنفيذ برامج تدريبية تستهدف أكثر من 2500 من الكوادر التعليمية، وفق الخطة الوزارية المعتمدة. وتهدف هذه البرامج إلى تطوير المهارات التربوية والمهنية للمعلمين، بما يسهم في توفير بيئة تعليمية قادرة على تلبية متطلبات المرحلة الراهنة.
وتشكل جهود مديرية تربية اللاذقية نموذجاً فاعلاً في مواجهة تحديات التعليم بعد الحرب، عبر تأهيل البنية المدرسية وتطوير الكوادر، وتسابق الخطط الزمنية لإعادة الحياة إلى الصفوف الدراسية يعكس التزاماً وطنياً تجاه مستقبل الأجيال، ومع اقتراب بدء العام الدراسي، تتجسد الإرادة في تحويل الركام إلى بيئة تعليمية نابضة بالأمل والمعرفة.

