دمشق-سانا
شهد خان أسعد باشا العظم في دمشق القديمة مساء اليوم، احتفالية ثقافية بعنوان “الحرف في حب دمشق” تزامناً مع الذكرى الأولى لتحرير سوريا، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين والفنانين، وبمبادرة من الدكتور فادي أوطه باشي، الذي أعلن إطلاق روايته “الآتون من السماء” وكشف عن إنتاجها كعمل درامي بمعايير عالمية.
افتُتحت الأمسية بدقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الثورة السورية، ثم أدى الكورال أنشودة “في سبيل المجد” تلتها “يا يما ثوب جديد”، بمرافقة عرض فيديو يوثق وجوهاً من شهداء الثورة.
سوريا مثال للتعايش بين الأديان

وزير الثقافة محمد ياسين الصالح أكد في كلمة خلال الاحتفالية، أن سوريا مثال التعايش بين الديانات منذ آلاف السنين، ولعل اعتلاء فارس الخوري منبر الجامع الأموي الكبير بدمشق هو أفضل مثال لتعايش الدين الإسلامي والمسيحي، كما أن عناق الكنائس ومآذن الجوامع شاهد على ذلك، مشدداً على أهمية الحرية الفكرية وأن أسلوب التلقين أصبح من الماضي وذهب مع حقبة النظام البائد.
وأعرب الصالح عن دعم وزارة الثقافة ورعايتها لأي فرد لديه فكرة وموهبة، ولفت في هذا الصدد، إلى أنه لن يمنع أي كتاب من المشاركة في معرض الكتاب الدولي الذي سيقام في شباط القادم.
ثم أدى الكورال فقرة فنية ضمت أغنية “هي يا شام” و “عمرها”، ليقدم بعدها المغني أحمد القسيم أغنية الثورة “أنت سوري حر” و “جنة يا وطنا”.
الرواية ورسائلها… وتسليط الضوء على جوهر الإنسان
الكاتب أوطه باشي أوضح في كلمته، أن الرواية جاءت لتطرح أسئلة وجودية حول علاقة الإنسان بالسماء، وخطورة إقدام البعض على تحويل الشعارات الدينية إلى أدوات لممارسة العنف، مشيراً إلى أن هدفه من هذا العمل هو الدعوة إلى السلام ونبذ التطرف.
الكاتب والناقد محمد منصور أوضح أن، “الآتون من السماء” تشكل حلقة في سلسلة من الأعمال الأدبية التي سعت للدفاع عن الثورة السورية، ضد محاولات وسمها بالجهل ونشر التطرف وإشاعة خطاب الكراهية، لتشويه صرخة شعب حر خرج للشوارع طلباً للحرية.
أديب جودة الحسيني حامل أمانة مفاتيح كنيسة القيامة، والذي تم تجسيد شخصيته في الرواية، فأشار عبر بث فيديو من مدينة القدس الى اعتزازه بالتكريم، بأن يكون أحد أبطال “الآتون من السماء”، وأشاد بالرسالة الراقية التي تحملها، حيث تتضمن معاني أدبية وفكرية وعمقاً إنسانياً نادراً.
بدوره الممثل جوان خضر أكد في تصريح لمراسلة سانا، أهمية إقامة كل النشاطات أياً كان نوعها، والتي من شأنها إعمار سوريا وبعث الحياة فيها وخاصة الأنشطة الثقافية، كي تفند المزاعم المغرضة حول نمط الحياة الجديدة في سوريا، وأنه مغاير للواقع ويجب تصحيحه عبر تصدير وجه سوريا الثقافي الحقيقي.
قيادات دينية تهنئ السوريين بذكرى التحرير

وفي تصريح لمراسلة سانا وجه الشيخ ليث البلعوس رسالة تهنئة إلى الشعب السوري بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للتحرر من النظام البائد، وقال: “إن هذا النصر المؤزر أعطى أبناء الشعب السوري حقوقهم، وأصبحوا أحراراً أعزاء وأمامهم الفرصة للنهوض بسوريا”، منوها بأهمية بناء الإنسان قبل الحجر والشجر.
كما بارك الأب اليان وهبة راعي كنيسة صحنايا وممثل الوكيل البطريركي رومانس حنا للروم الأرثوذكس في تصريح مماثل للشعب السوري الذي يحتفل اليوم بتحرره من كيان ظالم، والذي تزامن مع اقتراب أعياد الميلاد وكأنها رسالة تقول: إن الخير قادم للبلاد؛ وتمنى أن تعيش سوريا فرحة الأعياد والولادة الجديدة لشعبها الذي شبع من الألم، مؤكداً حق الجميع بأن يحيا بسلام وأمان في مهد الحضارات.

وخلال المؤتمر الصحفي لإطلاق الرواية، أوضح الكاتب أوطه باشي والفنانان نوار بلبل وجوان خضر والسيناريست سليمان عبد العزيز، أنهم اختاروا هذا اليوم تزامناً مع عيد التحرير؛ لإعلان إنتاج رواية “الآتون من السماء” كعمل درامي وبمعايير عالمية.
نبذة عن الرواية
يشار إلى أن رواية “الآتون من السماء” للكاتب فادي أوطه باشي، الصادرة عام 2019 عن دار الهالة، تمزج بين التاريخ والدين والفلسفة والغموض في سرد يُبحر بين الشرق والغرب، والحاضر والماضي، وتدور أحداثها حول الشاب حمد عيسى الذي يسعى للسلام وسط صراعات متشابكة، ومن خلال هذه الأحداث تعرض الرواية رسالتها في التعايش ونبذ العنف والكراهية، والدعوة إلى الحوار بين الأديان والحضارات.



