دمشق-سانا
جمعت الندوة الوطنية للترجمة في ختام جلساتها اليوم بالمكتبة الوطنية، رؤى ثمانية باحثين ومترجمين حول مستقبل مهنة الترجمة في ظل تطور الذكاء الاصطناعي، وسبل تطوير مهارات المترجم في العصر الرقمي.
الذكاء الاصطناعي يعزز دور المترجم

ورأى مدير الترجمة في الهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور باسل المسالمة في مداخلته بعنوان «مستقبل مهنة الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي»، أن التقانات الحديثة جعلت من أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج ترجمات أكثر دقة من السابق، لكنها ما زالت تفتقر إلى الفهم الثقافي والسياقي الذي يمتاز به الإنسان المترجم، مشدداً على أن الذكاء الاصطناعي لن يلغي دور المترجم البشري بل سيزيد الحاجة إليه بفضل حسه اللغوي والثقافي.
الحياد الأخلاقي في ترجمة النزاعات
وقدم عضو الهيئة التعليمية في المعهد العالي للغات الدكتور رشيد عبد الهادي مداخلة بعنوان “استخدام الذكاء الاصطناعي في الترجمة لأغراض إنسانية وتحديات قانونية وأخلاقية”، مبيناً أن أي خطأ في الترجمة قد يؤدي إلى نتائج إنسانية خطيرة، وأن المترجم في مثل هذه الحالات يتحمل مسؤولية مضاعفة تتعلق بحياة الأفراد ومصيرهم.
تعلم الترجمة باستخدام التجربة والتقانات الحديثة

واستعرضت عميد المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية بجامعة دمشق الدكتورة نيرمين النفره في مداخلتها بعنوان: تطوير مهارات المترجم والتعلم بالتجربة في ظل تطور أدوات الذكاء الصنعي، تجربة التعاون بين الهيئة العامة السورية للكتاب والمعهد في ترجمة قصص إفريقية، مشيرة إلى أن دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم الأكاديمي ساهم في تنمية مهارات الطلبة وتعزيز قدرتهم على تحليل النصوص.
الحس الإنساني جوهر الترجمة الإبداعية
وميّز الباحث والمترجم شاهر نصر عضو الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بين الترجمة الإعلامية والإبداعية في عصر الذكاء الاصطناعي، وأوضح أن الترجمة الإبداعية ما تزال بحاجة إلى الحس الإنساني والعاطفة والذائقة الفنية التي تعجز الآلة عن محاكاتها.
الترجمة الوجدانية ملعب الإبداع الإنساني

الباحث مهند محاسنه تحدث في مداخلته بعنوان «الإبداع الإنساني في مواجهة الجمود الإلكتروني» عن الفجوة الكبيرة بين الترجمة الإنسانية والذكاء الاصطناعي، موضحاً أن التقنيات الحديثة ما تزال عاجزة عن مضاهاة الترجمة الأدبية النابعة من الوجدان الإنساني.
مستقبل الترجمة

وتحدث عضو اتحاد الكتاب العرب الأديب حسام الدين خضور في مداخلته عن اتساع الحاجة إلى الترجمة في الحياة اليومية، ما يستدعي تنظيم هذه المهنة من خلال تأسيس مركز وطني للترجمة على غرار التجارب العربية الرائدة، وإحداث نقابة للمترجمين بما يسهم في تطوير المهنة و العمل.

وأقرت الباحثة آلاء أبو زرار بوجود مخاوف حقيقية تواجه المترجمين، جراء التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ودعت إلى إقامة شراكة تكاملية بين الإنسان والتقنية، بما يسهم في إنتاج نصوص مترجمة أكثر جودة وعمقاً في المستقبل.
واختتمت أعمال الندوة بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مساعدة للمترجم لا بديلاً عنه، وأن مستقبل الترجمة يتطلب تعاون المؤسسات الأكاديمية والثقافية لتأهيل جيل جديد من المترجمين القادرين على التفاعل مع التحولات التقنية، من دون المساس بجوهر الإبداع الإنساني والهوية الثقافية.









