دمشق- سانا
ألقى أربعة شعراء سوريين وعرب باقة من القصائد التي استوحوا معانيها من الفرحة بالتحرير والانتصار للثورة السورية، خلال الأمسية التي احتضنها البيت العربي في حي القيمرية الدمشقي.

الأمسية التي شارك بها الشعراء وفائي ليلى، محمد نذير جبر، يوسف قائد، وسيم الروسـان، بمرافقة عازف العود يوسف العامري، شهدت حضوراً ثقافياً وجماهيرياً، وسط تفاعل مع القصائد، ما يعكس حضور الشعر في الحياة اليومية عند الناس.
عودة بعد طول اغتراب
الشاعر السوري وفائي ليلى، المقيم في السويد منذ خمسة عشر عاماً، أوضح في تصريح لـ سانا أن مشاركته جاءت بعد دعوة مجموعة من الشباب، مشيراً إلى أنه سبق وقدم قراءات شعرية في دول أوروبية وتركيا ولبنان والأردن أمام جمهور من اللاجئين السوريين.

وأكد أن حضور الشعر في الأماكن العامة أمر أساسي، لأنه يظهر تقارب القصيدة مع الناس، كما لفت إلى أن الشعراء الشباب أظهروا نضجاً قياساً بأعمارهم وتجاربهم، مرجعاً ذلك إلى الظروف القاسية التي عاشها السوريون، والتي أفرزت تجارب مميزة.
الشعر في مواجهة دعاوى الانقسام
من جهته، أكد الشاعر محمد نذير جبر أن الأمسية أتاحت المجال لقراءة نصوص كتبت خلال سنوات الثورة، ولم يكن من الممكن إعلانها سابقاً، موضحاً أن رسالتهم موجهة للشعب السوري بكل أطيافه، تحت شعار أن “سوريا واحدة وشعب واحد”. ولفت إلى أن الشعر لم يتوقف حتى في أشد الظروف، قائلاً: “كنا نكتب تحت القصف وتحت الرصاص، وفي مواجهة محاولات تكميم الأفواه، واليوم يظل الأدب من أهم الوسائل للتأكيد على وحدة السوريين عبر الأزمان”.
التصاق الشعر بالبيئة
أما الكاتب المسرحي والصحفي هيثم طفيلي، مدير البيت العربي، أوضح أن اختيار إحياء الأمسية في بيت بالحي الدمشقي القديم، بعيداً عن المراكز الثقافية، جاء لإبراز التصاق الشعر بالبيئة الشعبية. وأضاف إن الفعالية نُظّمت بمبادرة تلقائية من مجموعة أصدقاء، مع إمكانية أن تكون فاتحة لأنشطة جديدة تشمل أمسيات شعرية وموسيقية ومسرحية.

وأعطت مقطوعات العازف يوسف العامري بعداً وجدانياً للنصوص، وأسهمت في تعزيز التفاعل بين الشعراء والجمهور.
وتشهد دمشق، في الفترة التي تلت التحرير، إقامة العديد من النشاطات الثقافية في نوادي ومقاهٍ شعبية، ضمن مسعى لاكتساب جمهور نوعي، بعيداً عن نشاطات المؤسسات الرسمية المعتادة.


