حلب-سانا
شهدت محطة توليد الكهرباء القديمة في مدينة حلب مساء اليوم، عرض الفيلم الوثائقي “صورة لميشيل” للمخرجة السورية-الأميركية كريستين جدعون، والذي يتقصى قصة اختفاء الدكتور ميشيل سعدي قسراً قبل أكثر من أربعة عقود.
وجاء عرض الفيلم بتنظيم من كراسي كولكتيف، وهي مجموعة فنية مستقلة تعمل في حلب منذ عام 2022، من خلال تقديم سلسلة عروض سينمائية تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا تهم المجتمع السوري، وخاصة الشباب.
شهادة من الأرشيف الشخصي

وعبر 44 دقيقة، يستعرض الفيلم رحلة بحث حميمة وشخصية لجأت إليها المخرجة، مع حقيبة صغيرة تركها خالها الدكتور ميشيل سعدي وراءه، بعد اختطافه في دمشق عام 1978 على يد أجهزة أمن الديكتاتور حافظ الأسد، ولم يُعرف مصيره منذ ذلك الحين.
من خلال محتويات تلك الحقيبة من أوراق مبعثرة، نظارات، أرقام هواتف، ولفافات ورقية، إضافة إلى أصوات أفراد العائلة، والصور الأرشيفية، والأفلام العائلية القديمة، نسجت جدعون صورة شخصية لخالها، محاولةً فهم من كان وما الذي قد يكون قد حصل معه، ليتبين لاحقاً أنه أُعدم في سجن تدمر.
حوار جريء بلا خوف
واعتبرت المؤسسة والمديرة الثقافية في “كراسي كولكتيف” ناتالي بحادي في تصريح لمراسلة سانا، أن أهمية هذه العروض تتجاوز الفيلم نفسه، إلى الحوار الذي يليه ومشاركة الآراء ووجهات النظر، لإيجاد مساحة للحديث بلا خوف عن موضوع الاعتقالات والاختفاء القسري زمن النظام البائد.
عودة بعد غياب
شكّل حضور المخرجة كريستين جدعون، التي تزور حلب للمرة الأولى منذ عام 2006، حدثاً مهماً للحضور، حيث دار بعد العرض نقاش مفتوح معها، شارك فيه الشباب بآرائهم واستفساراتهم حول الفيلم والقضية التي يطرحها، حيث أشارت جدعون إلى أنها كانت طفلة صغيرة عندما اختطف الدكتور سعدي، حيث كان الأمر صادماً للعائلة كلها.
وأكدت جدعون أن عرض الفيلم في سوريا بعد أن عرض في بقاع مختلفة، أمر يستدعي الوقوف عنده نظراً لحساسية الموضوع، مشيرة إلى أن قصة ميشيل ليست فريدة، بل هي جزء من قصص كثيرة متشابهة تسلط الضوء على الاختفاء القسري الذي طال كثير من الناس، وهو ما يعطي الفيلم بعداً إنسانياً.