بون-سانا
وقّعت الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ ومنظمة Daylight for All، بالشراكة مع مبادرة قنوات إعادة إعمار سوريا، عقد تنفيذ مشروع شامل يهدف إلى رفع جودة خدمات الطوارئ في مستشفى جامعة حلب، وذلك خلال اجتماع رسمي في مدينة بون الألمانية.

ويمتد المشروع لمدة 24 شهراً، ويتضمن تزويد المستشفى بمعدات طبية حديثة ومتطورة لأقسام التخدير والجراحة والعناية الحرجة، إلى جانب برنامج تدريبي واسع يستهدف الأطباء والممرضين والفنيين وطلاب الطب، لتعزيز مهاراتهم في التعامل مع الحالات الطارئة في ظل ظروف الحرب وشح الموارد.
ويشمل البرنامج التدريبي ورشات عمل تخصصية في مجالات التخدير والإنعاش، وإصابات الرأس والرقبة، والطوارئ العظمية، والحالات الباطنية الحرجة، والتعامل مع نقص المعدات، والحماية من الإشعاع، والجراحة العامة، بمشاركة خبراء سوريين وألمان.
وأكد مدير مبادرة قنوات إعادة إعمار سوريا محمد نور الدغيم أن توقيع العقد يمثل نقلة نوعية في دعم القطاع الصحي داخل سوريا، ولا سيما في مدينة حلب التي تعاني من ضغط كبير على أقسام الإسعاف، مشيراً إلى أن المشروع يجمع بين تجهيز المستشفى بأجهزة حديثة وتأهيل الكوادر الطبية لضمان استدامة الخدمة وتحسين مستوى الرعاية.
وأضاف: إن المشروع سيستفيد منه بشكل مباشر مئات العاملين في القطاع الصحي، فيما سيصل أثره غير المباشر إلى أكثر من 4 ملايين شخص من سكان حلب، بمن فيهم الأطفال وكبار السن والحوامل وذوو الإعاقة.

من جانبها، أوضحت الدكتورة مودة صطيف مسؤولة القسم الطبي في المبادرة أن المشروع يشكّل خطوة محورية في تطوير منظومة الطوارئ بالمستشفى، خاصة في ظل التحديات ونقص التجهيزات، مشيرة إلى أن التدريب العملي المكثف سيعزز كفاءة الكوادر الطبية وفق أفضل الممارسات العالمي، سواء في الإنعاش أو الإصابات أو الجراحة أو إدارة الأزمات.
أما مدير منظمة Daylight for All الدكتور إياد درمش فأكد أن هذه الشراكة تمثل التعاون الرابع عشر بين المنظمة وGIZ في مجال دعم القطاع الصحي، مشدداً على استمرار العمل في مشاريع مشابهة تسهم في نهضة الواقع الطبي داخل سوريا وتعزيز قدرة المؤسسات الصحية على تقديم خدمات نوعية.
وأضاف: “نعمل على إعداد برامج تدريبية عملية ومكثفة، بالشراكة مع خبراء من سوريا وألمانيا، لضمان تطوير مهارات مستدامة تنعكس مباشرة على جودة الخدمات الإسعافية المقدمة للمواطنين”.
ويهدف المشروع إلى تعزيز قدرة مستشفى جامعة حلب على التعامل مع الحالات الحرجة، والتخفيف من الأعباء الكبيرة الملقاة على كاهل الكادر الطبي، والمساهمة في تحسين الأداء ورفع مستوى الاستجابة الإسعافية في المنطقة.
ويأتي هذا المشروع ضمن مبادرات دعم إعادة الإعمار ومساعي تعزيز الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة، بما يسهم في بناء منظومة صحية أكثر جاهزية وقدرة على مواجهة التحديات.