دمشق-سانا
آمن لاعب نادي الكرامة جهاد قصاب بالثورة السوريّة منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها، وعمل على مساعدة الأسر المتضررة جرّاء قصف النظام البائد والحصار والتهجير.
تعرض قصاب للاعتقال من قبل عناصر فرع الأمن السياسي بالنظام البائد بحمص ليبقى محتجزاً لديهم قرابة 60 يوماً، قبل أن يفقد أهله أخباره تماماً.
وحول ملابسات اعتقال جهاد واستشهاده تقول زوجته السيدة ريوف زكريا في تصريح لـ سانا: “في آب عام 2014 تم اعتقال جهاد من منزلنا، وهو أب لأربعة أطفال تتراوح أعمارهم آنذاك بين 4 سنوات و12 سنة بلا أي تهمة واضحة، حاله حال الكثير من الشباب الذين تعرضوا للاعتقال لمجرد أنهم أبناء حي بابا عمرو”.
وتضيف السيدة زكريا: “كان لغياب جهاد أثر كبيرٌ في حياة أطفالي، ولا سيَّما طفلنا الأصغر ذا الأربع سنوات الذي أُصيب بأزمة نفسية جراء ظروف الحرب والقصف، وبعد اعتقال زوجي، تعرضت للكثير من المضايقات حيث تم حرق منزلي وتهجيري منه”.
وتتابع السيدة زكريا: “اضطررت منذ ثلاث سنوات للسفر إلى العراق هرباً بأولادي من الخدمة الإجبارية، كي لا يساقون للخدمة في جيش النظام المجرم الذي حرمهم أباهم”.
وحول مصير زوجها وكيفية تلقي خبر استشهاده توضح السيدة زكريا: “ذهب جهاد وظلَّ مصيره مجهولاً، ولم نتلق خبراً يقيناً حوله، على الرغم من أن عدداً من المعتقلين السابقين قالوا إنهم رأوه في سجن صيدنايا”، مرجحةً استشهاده تحت التعذيب في أيلول عام 2016 وفقاً لما وصلها من معلومات.
وعن فرحة تحرير سوريا وسقوط النظام البائد تقول السيدة زكريا: “منّ علينا الله بالنصر فاختلطت مشاعر الفرح مع الحزن؛ أُصبتُ وأولادي بحالة من الانهيار العصبي أثناء تصوير سجن صيدنايا، لقد كنا نتأمل أن نرى جهاد بين المعتقلين المفرج عنهم؛ وهذا ما لم يحدث”.
وتضيف السيدة زكريا: “حتى الآن أفكر أين هو؟ أين قبره؟ وهل كان بمفرده أم بمقابر جماعية؟ ربّما لو علمنا أين قبره لكانت حسرة الفقد أخف وطأةً عليَّ وعلى أولاده”.
أسامة يبرودي عضو إدارة نادي الكرامة ومشرف كرة القدم، قال: “الشهيد جهاد قصاب، ابن مدينة حمص وحي بابا عمرو، من مواليد عام 1975، ويُعدّ من أبرز نجوم كرة القدم السورية الذين مرّوا في تاريخ النادي والمنتخب الوطني السوري”.
وأضاف يبرودي: “لم يكن جهاد مجرّد مدافع، بل كان لاعبًا استثنائياً في أدائه، وقائداً في سلوكه، يُلهم زملاءه بفعله، لا بكلماته، وكان يلعب بروح جماعية عالية، ويجسّد الانضباط والوفاء للشعار الذي يحمله”.
واختتم يبرودي الحديث بقوله: “أفتخر أنني كنت من الذين عاصروا جهاد، وعايشوا تلك المرحلة الذهبية من مسيرته، وأشهد أن اسمه سيظل محفورًا في وجدان نادي الكرامة، وذاكرة كل من عرفه لاعباً وإنساناً”.