واشنطن-سانا
نجح فريق بحثي دولي بقيادة جامعة تكساس في أوستن الأمريكية بابتكار طلاء ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، قادر على خفض حرارة المباني بما يصل إلى 36 درجة فهرنهايت.
ويُتوقع أن يسهم هذا الابتكار في تقليص الاعتماد على أجهزة التكييف التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة وتزيد الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
ويتميز الطلاء الجديد، بحسب ما نقل موقع العربية نت، بأنه ليس مجرد عاكس للحرارة، بل هو نتيجة خوارزميات متقدمة مكنت الباحثين من تصميم مواد مركبة انطلاقاً من خصائصها الحرارية المطلوبة، ونجحت هذه المقاربة في توليد أكثر من 1500 تركيبة من “المرسلات الحرارية الفائقة” بهياكل معقدة يصعب تحقيقها بالطرق التقليدية.
الاختبارات التي أُجريت تحت أشعة الشمس المباشرة أثبتت فعالية الطلاء، حيث أظهرت الأسطح المطلية درجات حرارة أقل بنحو 10 إلى 36 درجة مقارنة بالدهانات التقليدية.
وتشير التقديرات إلى أن استخدامه على أسطح المباني في مدن حارة قد يوفر آلاف الكيلوواط/ساعة سنوياً، ما يترجم إلى خفض ملموس في استهلاك الكهرباء، ويعود ذلك إلى قدرة المواد على عكس الأشعة الشمسية والتخلص من الحرارة عبر موجات تحت حمراء تمر عبر “نوافذ الغلاف الجوي”.
ويرى خبراء أن هذه المنهجية الرقمية في تصميم المواد تمثل تحولاً في مسار البحث العلمي، إذ تسرّع الابتكار عبر المحاكاة الافتراضية، مع ضرورة إخضاع النماذج للتجارب العملية لضمان موثوقيتها.
ولا تقتصر تطبيقات الطلاء على المباني فحسب، بل تشمل السيارات والملابس وحتى الأقمار الصناعية، ما يفتح آفاقاً واسعة للحد من ظاهرة الجزر الحرارية في المدن وتنظيم حرارة المركبات الفضائية.