نيويورك-سانا
أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي، أن الزيارة التاريخية التي قام بها أعضاء مجلس الأمن إلى دمشق شكّلت محطة مهمة في مسار الانخراط الدولي الإيجابي مع سوريا، لافتاً الى أن الوفد اطلع ميدانياً على ملامح “سوريا الجديدة” القائمة على التنوع والانفتاح والإرادة الصلبة للسوريين في تجاوز آثار الماضي وبناء مستقبلهم.
وقال علبي في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي المخصص للاستماع إلى إحاطة البعثة التي زارت سوريا ولبنان: إن سوريا تعرب عن عميق تقديرها وامتنانها لمجلس الأمن على التفاعل البناء مع فكرة الزيارة إلى دمشق، وعلى التعاون الوثيق مع السوريين لضمان نجاحها.
وأضاف علبي: “رأيتم بأعينكم سوريا الجديدة التي وفّرت فيها الحكومة السورية لمجلس الأمن فرصة عقد اجتماعات مع مختلف ممثلي المجتمع المدني بحرية كاملة، كما رأيتم بأعينكم سوريا الجديدة التي تحتفي بتنوعها الديني والعرقي وتعتبره مصدر قوة وغنى”.
وتابع علبي: “رغم أنكم قضيتم ساعات محدودة في دمشق، فإنني على ثقة تامة بأنكم لمستم عمقها الحضاري، إذ تمثل هذه الزيارة التاريخية تتويجاً لمسار الانخراط الدولي الإيجابي الداعم لسوريا ولشعبها، وتجسيداً حياً للانفتاح الدبلوماسي الذي تنتهجه سوريا الجديدة”.
وقال علبي: “لقد فتحت دمشق أبوابها مرحبة بكم، فدخلتموها ضيوفاً أعزاء، ولاحظتم منذ اللحظة الأولى عبر هواتفكم آثار الانتهاك الإسرائيلي الصارخ للسيادة السورية، والخراب الذي خلّفته إسرائيل في قلب العاصمة، كما مررتم بحي جوبر الدمشقي وشاهدتم حجم الدمار الكبير وآثار حرب النظام البائد المدمرة، لكنكم أيضاً لمستم إرادة السوريين الصلبة وعزمهم الذي لا يلين”.
وأضاف علبي: “رأيتم الحضارة والتاريخ والتنوع الغني الذي يمنح دمشق قوة وجمالاً، ورأيتم الصعوبات الموروثة والجهود الحكومية المبذولة لمعالجتها بحكمة وروية، كما استمعتم إلى كيفية تعامل سوريا بمسؤولية مع تحديات المرحلة، وإلى الجهود التي يبذلها المسؤولون وأعضاء لجان التحقيق والهيئات الوطنية الذين عملوا بلا كلل لمواجهة هذه التحديات وتجاوزها”.
وختم علبي كلمته بالقول: “ورغم أنكم قضيتم ساعات محدودة في دمشق، فإنني على ثقة تامة بأنكم لمستم عمقها الحضاري، فلكل حجر وزاوية فيها حكاية، وحكاية سوريا التي اطلعتم عليها خلال زيارتكم كتبها السوريون بدمائهم وعنفوانهم وكرامتهم، وهم اليوم أكثر عزماً من أي وقت مضى على استكمالها”.
رئيس مجلس الأمن: زيارة دمشق تجسد الأمل والإرادة نحو الاستقرار
بدوره، أكد رئيس مجلس الأمن الدولي ومندوب سلوفينيا الدائم لدى الأمم المتحدة صامويل زبوغار، أن وفد المجلس أجرى خلال زيارته إلى سوريا سلسلة اجتماعات بناءة مع الرئيس أحمد الشرع وعدد من المسؤولين في الحكومة السورية، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني والفعاليات المحلية والدينية واللجان الوطنية المعنية بالعدالة الانتقالية والمفقودين والانتخابات.
وأوضح زبوغار في إحاطته أمام المجلس أن الوفد لمس قدراً كبيراً من الأمل لدى السوريين، وهم يعملون لإعادة بناء بلدهم، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تشكل دليلاً واضحاً على تضامن المجتمع الدولي مع الشعب السوري في مسيرته نحو التعافي.
وأضاف: إن أعضاء الوفد لاحظوا رغبة قوية لدى مختلف الأطراف السورية في المضي قدماً باتجاه الاستقرار واستعادة الحياة الطبيعية، مؤكداً أن هذا التوجه يعكس إرادة واضحة لتجاوز آثار الأزمة والانخراط في مسار يقود إلى مستقبل أكثر أمناً واستقراراً.