واشنطن-سانا
سوريا اليوم بلدٌ يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى لملمة جراحه والانطلاق في مسار التعافي، كما وصفتها وكالة “أسوشيتد برس” بعد مرور عام على سقوط النظام البائد وما رافق ذلك من تحولات كبرى.
الوكالة الأمريكية أشارت إلى احتفال مئات آلاف السوريين بالذكرى السنوية الأولى لتحرير البلاد، مؤكدة أن مسيرة التعافي لا تختلف عن رحلة المعتقلين الذين خرجوا من سجون النظام بعد أن ذاقوا صنوف التعذيب والترويع الممنهج خلف جدران المعتقلات.
نجاحات وتحديات
“أسوشيتد برس” أبرزت النجاحات السياسية التي حققتها الدبلوماسية السورية، حيث نسجت دمشق شبكة واسعة من العلاقات مع دول عربية وغربية، وفي تشرين الثاني الماضي، سجّل الرئيس أحمد الشرع سابقة تاريخية بكونه أول رئيس سوري يزور واشنطن منذ استقلال البلاد عام 1946.
لكن الوكالة لفتت في المقابل إلى استمرار التحديات الداخلية، ولا سيما التوغلات الإسرائيلية في الجنوب وانتشار مخلفات الحرب التي خلّفها النظام البائد، والتي لا تزال تشكّل خطراً قاتلاً.
وفي هذا السياق، كشف رئيس برنامج دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (أونماس) في سوريا، جوزيف مكارتان، أن عام 2024 شهد أعلى معدلات إصابة نتيجة انفجار المخلفات والذخائر الحربية، حيث سُجّل 500 ضحية بين قتيل وجريح في أكثر من 800 موقع ملوث موزعة على مناطق الجنوب والشرق والشمال، وهو ما يجعل ملف التوعية والسلامة واحداً من أكثر القضايا إلحاحاً في مرحلة ما بعد التحرير.
الوكالة أشارت أيضاً إلى الاستثمارات المرتقبة ومشاريع إعادة الإعمار، لكنها شددت على ضخامة التحديات، إذ يتوقع البنك الدولي أن تبلغ تكلفة إعادة البناء نحو 216 مليار دولار.
وشكلت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعتها سوريا بعد التحرير مع عددٍ من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، والتي بلغت نحو 50 اتفاقية، محطةً مفصليةً في مسار إعادة بناء الدولة وتعزيز حضورها على الساحة الدولية، إذ تشكّل أدوات عملية لدعم إعادة الإعمار وتحقيق نهضة فعلية للاقتصاد السوري.