واشنطن-سانا
كشفت دراسة علمية أنجزها باحثان من المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST) في الولايات المتحدة الأمريكية أن الساعات على سطح كوكب المريخ تسير أسرع بنحو 477 ميكروثانية في اليوم مقارنةً بالساعات على الأرض، نتيجة لاختلاف شدة الجاذبية بين الكوكبين وتأثيراتها على مرور الزمن.
وأوضحت الدراسة المنشورة في دورية The Astronomical Journal أن هذا الفارق الزمني، رغم ضآلته، يكتسي أهمية كبيرة في تنسيق الوقت بدقة عالية بين الأرض والقمر والمريخ، وخاصة مع تنامي مشاريع الاستكشاف الفضائي والبعثات البشرية المستقبلية.
واستند الباحثان إلى مبادئ النسبية العامة التي توضح أن الزمن يتباطأ في الحقول الجذبية الأقوى، مشيرين إلى أن ضعف جاذبية المريخ مقارنةً بالأرض، إلى جانب بعده الأكبر عن الشمس، يؤدي إلى تسارع نسبي في مرور الوقت على سطحه، كما أن المدار الإهليلجي للمريخ وتداخل تأثيرات الجاذبية من الشمس والأرض والقمر يسبب تذبذبات يومية في الفارق الزمني تصل إلى مئات الميكروثواني على مدار السنة المريخية.
وأشارت الدراسة إلى أن السنة المريخية أطول من نظيرتها الأرضية، إذ تمتد إلى 687 يوماً، فيما يزيد طول اليوم على المريخ بنحو 40 دقيقة مقارنة بيوم الأرض، ما يفرض تحديات إضافية أمام أنظمة التوقيت والملاحة.
يذكر أن تطوير أطر زمنية دقيقة قابلة للتوسع خارج كوكب الأرض يعد شرطاً أساسياً لدعم الاتصالات وتحديد المواقع والملاحة في المهمات الفضائية.