واشنطن-سانا
كشفت دراسة أمريكية حديثة عن آليات متقدمة يستخدمها الدماغ البشري لمعالجة المعلومات المتدفقة بسرعات زمنية مختلفة، بدءاً من الاستجابات السريعة لتفادي الأخطار، وصولاً إلى عمليات التفكير العميق المرتبطة بحل المشكلات المعقدة.
وبحسب تقرير نشره موقع Medical Express نقلاً عن الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications، أوضح الباحثون أن الدماغ يعتمد على ما يُعرف بـ «الأطر الزمنية العصبية الجوهرية» (INTs)، وهي آليات متخصصة موزعة على مناطق دماغية مختلفة، تتيح معالجة المعلومات قصيرة وطويلة الأمد بشكل متكامل.
وبيّن الدكتور ليندن باركس، الأستاذ المساعد في الطب النفسي بكلية روتجرز روبرت وود جونسون الطبية الأمريكية والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن قدرة الدماغ على التفاعل مع البيئة المحيطة تتطلب دمج المعلومات الواردة ضمن أطر زمنية متعددة، مشيراً إلى أن هذا التكامل يتم عبر المادة البيضاء المسؤولة عن نقل البيانات بين المناطق الدماغية.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات تصوير دماغية متعددة الوسائط لـ 960 شخصاً، حيث أظهرت النتائج أن اختلاف توزيع هذه الأطر الزمنية في القشرة الدماغية يؤثر في القدرة على الانتقال بين أنماط النشاط المرتبطة بالسلوك، مع وجود تباينات فردية تعود إلى عوامل جينية وخلوية.
يذكر أن الدراسات المستقبلية ستتناول دور هذه الآليات في بعض الاضطرابات العصبية والنفسية وفق الباحثين.