أوتاوا-سانا
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها فريق بحثي كندي عن وجود علاقة وثيقة بين معدل رمش العين ومستوى التركيز والجهد المعرفي الذي يبذله الإنسان أثناء الاستماع، مشيرةً إلى أن انخفاض عدد مرات الرمش قد يكون دليلاً على ارتفاع درجة الانتباه، ولا سيما في البيئات الصاخبة.
ووفقاً لما نقله موقع روسيا اليوم، توصل باحثون من جامعة كونكورديا في مدينة مونتريال إلى هذه النتائج بعد إجراء تجربتين، جرى خلالهما رصد عدد مرات رمش العين أثناء استماع المتطوعين إلى جمل مسموعة، مع تغيير مستوى الإضاءة ودرجة ضوضاء الخلفية لاختبار تأثير البيئة المحيطة.
وبيّنت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Trends in Hearing، أن هذا الانخفاض لا يعود إلى إجهاد بصري، بل إلى الجهد الذهني الذي يبذله الدماغ لتحليل الأصوات واستخلاص المعنى، حيث يعمل الدماغ على كبح عملية الرمش التلقائية مؤقتاً لتقليل فقدان المعلومات الحسية المهمة.
ويرى الباحثون أن هذه الآلية تسهم في تحسين الكفاءة الإدراكية، إذ إن إغلاق الجفون ولو لجزء من الثانية يؤدي إلى انقطاع مؤقت في تدفق المعلومات البصرية، وقد يؤثر أيضاً في دقة الاستقبال السمعي، لذلك يقوم الدماغ بقمع هذه الفجوات غير الإرادية عند التعامل مع معلومات حاسمة.
يذكر أن رمش العين لا يقتصر على كونه فعلاً انعكاسياً للحفاظ على رطوبة العين، بل يعد مؤشراً دقيقاً على نشاط الدماغ ودرجة انغماسه في مهام الاستماع والتفكير.