واشنطن-سانا
طوّر فريق بحثي في جامعة ولاية أريزونا الأمريكية نوعاً جديداً من الإسفلت المصنّع من زيوت الطحالب المجهرية، يتميز بمرونة ومتانة عاليتين في درجات الحرارة المنخفضة، ما يجعله أكثر مقاومة لدورات التجمد والذوبان التي تتسبب سنوياً بأضرار كبيرة لشبكات الطرق وتكاليف صيانة مرتفعة.
وأشارت دراسة نُشرت في مجلة ACS Sustainable Chemistry and Engineering المتخصصة بالكيمياء المستدامة وهندسة المواد إلى أن الإسفلت المصنوع من الطحالب يشكّل بديلاً صديقاً للبيئة، حيث يسهم في تحسين مقاومة الرطوبة وزيادة مرونة الرصف عكس الإسفلت التقليدي المعتمد على البيتومين المشتق من النفط الخام.
وبيّنت الاختبارات المخبرية والنمذجة الحاسوبية أن الزيت المستخلص من الطحالب الخضراء الدقيقة يعزز مقاومة التشوه الناتج عن ضغط حركة المرور، ويوفّر حماية أفضل ضد أضرار الرطوبة التي تؤدي إلى تشكّل الحفر في الطرق، محققاً تحسناً يصل إلى نحو 70 بالمئة مقارنةً بالإسفلت التقليدي.
وأكد الباحثون أن لهذه التقنية آثاراً بيئية مهمة، حيث إن استبدال نسبة محدودة من المواد البترولية بمواد مشتقة من الطحالب يمكن أن يسهم في خفض صافي انبعاثات الكربون، وصولاً إلى إمكانية تحقيق رصف محايد كربونياً في المستقبل، ما يجعلها حلاً مستداماً وفعالاً لتطوير البنى التحتية.
ويُعد الإسفلت من أكثر مواد البناء استخداماً في العالم، ويعتمد عادة على البيتومين المستخرج من النفط الخام، ما يجعله عرضة للتشقق والتلف في درجات الحرارة المنخفضة، ويتطلب أعمال صيانة دورية مكلفة، وتسعى الأبحاث الحديثة إلى تطوير بدائل أكثر استدامة لتحسين أداء الطرق وتقليل الانبعاثات الكربونية، بما ينسجم مع التوجه العالمي نحو بنى تحتية أكثر كفاءة واستدامة.