روما وباريس-سانا
كشفت تجربة علمية حديثة أُجريت على متن محطة الفضاء الدولية عن معطيات جديدة تتعلق بسلوك المواد اللينة، مثل المايونيز وواقي الشمس وبعض الكريمات، موضحةً أن الجاذبية الأرضية تُحدث تأثيراً أكبر مما كان يُعتقد سابقاً على البنية الداخلية لهذه المواد مع مرور الوقت.
وذكر موقع ديلي غالاكسي (The Daily Galaxy) الأمريكي المختص بالفضاء والعلوم الحديثة، أن بيئة انعدام الجاذبية أتاحت للعلماء مراقبة المواد اللينة وهي تعيد تشكيل بنيتها الدقيقة دون تأثيرات الجاذبية، ما أتاح فهماً أعمق لآليات “شيخوختها” واستقرارها.
ونفذ التجربة العالمان لوكا سيبيليتي وروبرتو بياتزا من معهد البوليتكنيك الإيطالي في ميلانو وجامعة مونبلييه في فرنسا، وذلك عبر منشأة متطورة على متن المحطة تعرف باسم (COLIS)، خُصصت لدراسة تغير المواد اللينة في بيئة منعدمة الجاذبية، حيث اعتمد الفريق على تقنيات دقيقة، أبرزها تشتت الضوء الديناميكي لرصد التحولات التي تطرأ على البنية الداخلية لهذه المواد لحظة بلحظة.
وأظهرت النتائج الأولية أن الجاذبية تلعب دوراً محورياً في التحكم بسلوك المواد اللينة، الأمر الذي يمهّد لفهم أفضل لكيفية تحسين مستحضرات التجميل والأغذية والأدوية على الأرض، حيث أكد العلماء أن هذه النتائج قد تُسهم لاحقاً في إنتاج مواد أكثر استقراراً وجودة في الحياة اليومية.
ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام تحسين قطاعات صناعية عدة، ولا سيما الصناعات الغذائية والتجميلية والدوائية، عبر تطوير منتجات أكثر ثباتاً وطول عمر على الأرض.