واشنطن-سانا
أظهرت دراسة علمية حديثة أن الفن الصخري المنتشر على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، استمر لأكثر من أربعة آلاف عام، حيث قام السكان الأصليون فيما يُعرف اليوم بجنوب غرب تكساس وشمال المكسيك برسم جداريات صخرية تجسد تصورهم للكون ورؤيتهم للعالم.
وحسب الدراسة المنشورة في مجلة Science Advances، العلمية الصادرة عن جمعية العلوم الأمريكية، كشفت تقنيات التأريخ المتقدمة أن ما يُعرف بـ“أسلوب نهر بيكوس” في الفن الصخري ظهر منذ نحو ستة آلاف عام، واستمر حتى ما بين 1400 و1000 عام مضت، مع حفاظه على خصائصه الفنية والتقنية بشكل متسق طوال تلك الفترة.
وأوضحت الباحثة كارولين بويد، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة ولاية تكساس والمشاركة في إعداد الدراسة، أن الفريق العلمي فوجئ باستمرار إنتاج هذه الجداريات عبر آلاف السنين، مع الالتزام بنمط رسم يخضع لقواعد محددة، مؤكدةً أن هذا الفن يعكس رؤية كونية متكاملة لدى الشعوب التي أنتجته.
وأضافت بويد في تصريح لموقع Live Science الأمريكي المتخصص بنشر أخبار ومقالات حول العلوم، التكنولوجيا، والبيئة: إن أراضي وادي بيكوس السفلي تمثل “مكتبة قديمة تضم مئات الأعمال التي أنجزها 175 جيلاً من الرسامين”، مشيرةً إلى أن القصص والأساطير التي حملتها تلك الجداريات ما زالت حاضرة حتى اليوم.
وتتوزع الجداريات على واجهات صخرية جيرية في المنطقة، وتشمل رسوماً متعددة الألوان لشخصيات بشرية وحيوانية ورموزاً ذات طابع أسطوري، حيث يصل طول بعضها إلى أكثر من 30 متراً وارتفاعها إلى نحو ستة أمتار، وتضم مئات العناصر الفنية المنفذة بدقة وإتقان، ما يجعلها إرثاً ثقافياً وفنياً فريداً يعكس مهارة وإبداع الأجيال المتعاقبة.