ستوكهولم-سانا
منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للآداب لعام 2025 للروائي المجري لازلو كراسناهوركاي، تقديراً لإبداعه الذي “يكشف عن جوهر الفن وقوته وسط رعب العالم”، كما جاء في نص إعلان اسم الأديب الفائز.
وجاء الإعلان خلال حفل للأكاديمية السويدية أقامته اليوم في متحف نوبل وسط العاصمة ستوكهولم، ليكون كراسناهوركاي الأديب الـ 120 الذي ينال هذه الجائزة منذ انطلاقتها عام 1901.
بدايات ومسيرة أدبية مغايرة
وبحسب التقرير الذي نشره الموقع الرسمي لجائزة نوبل، فإن كراسناهوركاي من مواليد 1954، بلدة غيولا جنوب شرق المجر، وبرز في ثمانينيات القرن الماضي كأحد أبرز الأصوات السردية في أوروبا الشرقية عقب صدور روايته الأولى «تانغو الشيطان» (1985)، التي قدّمت صورة قاتمة عن عزلة مجموعة من سكان مزرعة جماعية عشية سقوط النظام الشيوعي في بلاده، قبل أن تتحول إلى فيلم عام 1994 بالتعاون مع المخرج المجري بيلا تار.
أعمال تعيد اكتشاف الإنسان
توالت بعد ذلك رواياته التي جمعت بين الفلسفة ونظرته الوجودية، منها «كآبة المقاومة» (1989) و«الحرب والحرب» (1999) و«عودة البارون فينكهايم» (2016)، حيث تطرح جميعها أسئلة عن السلطة والعزلة في مواجهة عالم يتداعى، وفي مجموعته «سيوبو هناك في الأسفل» (2008)، استلهم من رحلاته إلى الصين واليابان صوراً عن الجمال كقيمة والفن كمساحة للنجاة.
أسلوب سردي استثنائي
يعرف كراسناهوركاي بجمله الطويلة المتدفقة التي تقترب من تيار الوعي الفلسفي، حتى وصفه النقاد بـ «كاتب نهاية العالم»، لأنه لا يروي الكارثة بقدر ما يفككها داخلياً كصراع بين الإنسان والعبث، كما اعتبرت الناقدة الأمريكية سوزان سونتاغ أعماله شهادة أدبية فريدة، ولقبته بـ «سيّد الخراب المعاصر»، مؤكدةً أنه يكتب كما لو أن اللغة نفسها تساق إلى أقصاها لتقول ما لا يُقال.
الأدب كفعل أمل
من خلال منح الكاتب المجري لازلو كراسناهوركاي الجائزة هذا العام، أعادت الأكاديمية السويدية التأكيد على أن الأدب قادر على أن يمنح الأمل ويجدّد الإيمان بجماليات اللغة وقوة الكلمة في الحفاظ على التوازن الروحي للعالم.