واشنطن-سانا
كشفت دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة Brain, Behavior, & Immunity Health الأمريكية، أن العلاقات الاجتماعية الممتدة منذ الطفولة وحتى مرحلة البلوغ، بما في ذلك الروابط الأسرية والمجتمعية، قد تسهم في إبطاء الشيخوخة البيولوجية وتقليل الالتهابات المزمنة في الجسم.
وأفادت منصة DW الألمانية نقلاً عن أستاذ علم النفس في جامعة كورنيل الأمريكية، أنطوني أونغ الذي قاد الدراسة، بأن الهدف من البحث فهم تأثير التجارب الاجتماعية على بيولوجيا الإنسان، مشيراً إلى أن هذه الروابط تترك آثاراً طويلة الأمد على الصحة الجسدية والنفسية، وأن الصحة الجيدة تنبع من شبكة اجتماعية متجذرة عبر الزمن.
واستندت الدراسة إلى بيانات 2,117 مشاركاً من دراسة وطنية أمريكية تعرف بمنتصف العمر في الولايات المتحدة، بمتوسط أعمار بلغ 55 عاماً، وتم تطوير مؤشر شامل باسم الميزة الاجتماعية التراكمية استناداً إلى 16 معياراً تشمل الدعم العاطفي من الوالدين، الانتماء المجتمعي، والدعم من الأصدقاء والعائلة.
وفحص الفريق البحثي ثلاثة أنظمة بيولوجية رئيسية، هي: الشيخوخة الجينية باستخدام سبع ساعات جينية دقيقة، والالتهاب الجهازي عبر ثمانية مؤشرات دموية أبرزها الإنترلوكين-6، ووظائف الغدد الصماء العصبية من خلال قياس هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية أوسع لديهم معدل أبطأ للشيخوخة ومستويات أقل من الالتهاب.
وتؤكد الدراسات العلمية والطبية أن الحفاظ على علاقات اجتماعية متينة ومستقرة ينعكس إيجاباً على الصحة النفسية والجسدية، ويعزز القدرة على مواجهة ضغوط الحياة اليومية، بما يسهم في حياة أكثر نشاطاً واستقراراً.