الرقة-سانا
تواصل قسد اعتقال الصحفي السوري فراس البرجس في مدينة الرقة، بزعم التواصل مع الحكومة السورية، دون الكشف عن مكان احتجازه أو أسباب التوقيف، ما أثار موجة مطالبات حقوقية وإعلامية للإفراج الفوري عنه دون شروط وضمان سلامته.
وأكد الصحفي عبود حمام من الرقة في تصريح لـ سانا، أن مواصلة قسد اعتقال الصحفي البرجس تشكل انتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة، مشيراً إلى أن اعتقاله يأتي ضمن الاعتداءات المتكررة التي طالت حرية التعبير والتضييق على الحريات في مدينة الرقة.
وقال حمام: إن البرجس تعرض للتعذيب والإرهاب النفسي في سجون قسد، وهذا ما زاد من تفاقم وضعه الصحي، حيث تم إسعافه إلى المشفى العسكري في مدينة الرقة بعد تدهور حالته الصحية، مشيراً إلى انطلاق حملة إعلامية تطالب المنظمات الحقوقية بالتدخل الفوري للإفراج عنه وعن غيره من المعتقلين.
ولفت حمام إلى أن التضييق الذي تمارسه قسد دفع الكثير من الصحفيين والناشطين للنزوح إلى خارج البلاد، أو إلى المحافظات الأخرى.
بدورها، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بياناً اليوم، أدانت فيه اعتقال البرجس، وطالبت بالإفراج الفوري عنه.
وقال مدير الشبكة، فضل عبد الغني في تصريح لمراسل سانا: إن الشبكة وردتها أنباء عن تدهور الحالة الصحية للصحفي البرجس المعتقل لدى قسد، وتعمل على جمع معلومات دقيقة حول حالته الصحية والنفسية الحالية.
وأضاف عبد الغني: إن اعتقال البرجس تعسفياً وما رافقه من اعتداء جسدي، ومنعه من التواصل مع عائلته أو توكيل محامٍ، ثم تحويله إلى ما يُسمّى بمحكمة الإرهاب دون أساس قانوني واضح، يُشكّل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان وحرية العمل الصحفي.
وحمّلت الشبكة قسد المسؤولية الكاملة عن سلامة البرجس، وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه، ما لم تُوجَّه إليه تهم جنائية معترف بها دوليّاً، وبأن تُعرض قضيته أمام محكمة مستقلة ومحايدة تكفل جميع ضمانات المحاكمة العادلة.
بدورها، طالبت رابطة الصحفيين السوريين بالكشف الفوري عن مكان احتجاز البرجس، وضمان سلامته الجسدية والقانونية، والإفراج عنه دون قيد أو شرط، مؤكدةً أن استمرار توقيف الصحفيين والناشطين الإعلاميين يشكّل انتهاكاً صريحاً لحرية العمل الصحفي وحق التعبير.
ودعت الرابطة الجهات المعنية، بما فيها الاتحاد الدولي للصحفيين، ووزارة الإعلام السورية، ومنظمات الدفاع عن حرية الصحافة مثل “مراسلون بلا حدود” و”فري برس أنليميتد”، إلى التدخل والضغط من أجل حماية الصحفيين ووقف الانتهاكات بحقهم.
وكانت قسد اعتقلت في الثامن من الشهر الجاري الصحفي البرجس من قرية الكرامة بريف الرقة بتهمة التعامل مع وزارة الإعلام السورية، وسط ردود فعل غاضبة من الصحفيين والناشطين الذين اعتبروا أن هذا العمل يشكل انتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة، كما تواصل منذ حزيران عام 2019 اعتقال الصحفي محمد الصغير في الحسكة، وذلك خلال تغطيته للحرائق المفتعلة في حقول القمح بالجزيرة السورية آنذاك.